كيف أشرح ذلك لنفسي ؟ كيف أقول لنفسي بأنّي عاجزٌ عن الإهتمام الزائد , أنّي أقفُ حائرًا أمام كلماتي التي أُريد قولها ولا أستطيع لملمتها من حُنجرتي ! كيف أقول لإنعكاسي على المرآة إنّي أُحبّها رُغم ضياعي وشتاتي وعجزي عن الإتيانِ بكلمةٍ واحدةٍ لها تُثبت ذلك ! العالم يضيع من يدِ العالم , وأنا لا شاغلًا لعقلي الآن سوى كيف لِجُثّةٍ مثلي أن تُحب ! أن تُحافظ على من تُحب ! العالم يشيخ , لحيتي تشيخ وشعري يتساقط , السماء تشيخ , وقلبي مُثقلٌ ولا يشيخ ! بِتُّ الآن حائرًا أمام ظِلّي , أراه جيّدًا يكبتُ ابتسامتهُ وأنا أُحاول إخباره بذلك ولا يجرؤ على تحريكِ فكّهِ إلّا برغبتي , هو أسيري وأسيرُ حركتي , وأنا أسيرُ اليأس والتعب .. وحُبّك . هل يُمكنكِ أن تُحبّين جُثّةً تخاف الموت مِثلي ! ?
كانَ رقصي تفاديًا للدمع في كُلِّ مرّة ، وليس لأنّي أُجيد الرقص كانت نصوصي تفاديًا لنزفٍ حادٍّ من الألم في كُلِّ مرّةٍ كتبتُ فيها وليس لأنّي أُجيد الكتابة كان شِعري تفاديًا للحنين في كل مرّة ، وليس لأنّي أُجيد الوزن كانت كُلُّ هيّنٍ وكلُّ حسنًا تفاديًا لخسارةٍ ما ، وليس لأنّي أُجيد الغفران كان ...... ?
بات الأمر مُنهِكٌ بشكلٍ لا يُطاق , فقدت شغفي لجميع الأشياء التي كنت أُحبها , أذهب إلى العمل وكأنّي "روبوت" وعندما أعود إلى المنزل أجلس في غرفتي وكأنّي قِطعةٌ من الأثاث , والزمن يمضي بشكلٍ جنوني , أبتسم لأنَّ اليوم هو يوم العطلة , تنتهي إبتسامتي فأجدني استيقظت في الصباح ذاهبًا إلى العمل , متى سينتهي دور الدمية الذي ألعبه في هذا العالم ! . حقيقتي ?
20 / 2 / 2020 2:22 Pmكتبت مرة : الذين يحبون يصبحون أكثر عرضة للمرض والحزن، فقد صار لهم قلبين، وأربع أيادي يحببن العناق يعني أن تخدش اصبعك الصغير يعني أن تسهرني يدي ليلة كاملة من الألم.يجبرك الحب أن تتابع أحوال طقس البلاد كلها خوفاً من مطر يعترض طريق المحبوب، يجبرك أن تتذوق أكل لا تريده، أن تقرأ كتب لكتاب ساذجين، يجبرك أن ترتدي ألوان ما كنت لترتديها بطفولتك، أن تستمع لأغاني كبر قلبك عليها، إن ما يفعله الحب هو أن يعيد صياغتك بشكل أجمل، يحولك لقالب أوسع يستطيع أن يضم روحين، أن تخيط المتفرقات، وتمزق المتقاربات، أن تشرب القهوة حلوة وأنت الذي تحبها مره، أن تستيقظ مبكراً وأنت الذي أشقيت صوت امك صباحاً من كسلك . إن فِعل الحب، فعل المعجزات. وكتبت مرة: عزيزي انتبه لنفسك؛ فلا أملك المال الكثير للعلاج، أنا انعكاسك حتى في المرض.??
عندما تكون حزينًا , حزينًا جِدًّا وليس كأيِّ حُزنٍ عابر وتحاول جيّدًا إخفاء ذلك الحزن أمام أحد , حاول ألّا تُدّخن السجائر , وألّا تستمع إلى الأغاني , وألّا تُشاهد أفلامًا فيها شيءٌ من الحُزن , ولا تسألني لماذا , عندما يحدث معك ذلك ستفهم . لقد فضحتني مُنذ قليلٍ أُغنية .. ?
ولفتاةٍ مِثلُكِ تُشبه كُرات الصابون التي يُطلقها الأطفال لا يليقُ إلّا رجُلٌ تستهويهِ التفاصيل ويُدمنها , مثلًا أن تُخبريه على سياق الحديث بأنّكِ تُحِبّين أن تضعي في رأسكِ مِشبكًا من الريش الأخضر على الرغم من غرابةِ الأمر ! فتجدين المِشبكَ في اليومِ الثاني في حقيبتكِ وبجانبهِ ورقةٌ كُتِبَ عليها "أُحِبُّ غرابتكِ واختلافك". لفتاةٍ مِثلُكِ لا يليقُ إلّا كُلُّ شيءٍ جميلٍ ولطيف .. ??
أفعلُ ما يفعلهُ الذين ماتوا صُدفًة أتخفى بزيِّ السَحاب وأرمي بِظلّي على عاشقان يختبئان عن أعيُنِ المارّة خلف صخرةٍ وأقول .. لو كُنتُ حيًّا لوددت الموت لأفعلها مُجددًا أفعلُ ما يخافُ الأحياء فعله .. أُسابقُ الحُبَّ إلى المقصلة .. ?
من يُدّثرني إن هَجَرتني ! أتُصدقين قولهم بأنّي رجلٌ وليَ جَلَدٌ على حَملِ السماء ! صدقّي وآمني بأنّي كذلك , وكوني على يقين بأنَّ الكون في صدري أحتمله ولا أعجز , وكوني على يقينٍ أكثر بأنَّ البردَ وقتَ رحيلك يُعجزني , يقتلني ..! ألا تُصدقّين ؟ دثّريني , واطوي الحنين خمس طيّاتٍ , قبّليهِ واركنيه بجانبي فإنّي والحنينُ وجهان لِعُملةٍ واحدة ياذات العيون الجاحدة ألا تُصدّقين بأنّي رجلٌ يحمل السماء ولا يستطيع حمل الغياب ! إسألي النبيذ والسجائر إسألي الله عن دمع المحاجر وقولي بأنّكِ لا تُصدّقين ولا تستثنين أحدًا إلّا الغُبار على ذيول الظفائر أخافُ فكّها ... صدّقي أو لا تُصدقي فأنا رجلٌ يُثنيهِ نصرٌ ويُغريهِ الإختلاسُ من خلف الستائر دثّريني .. إنّي وأنا ثملٌ ما زِلتُ في أمر الحنين حائر ! أو لا تُدّثريني .. لا عَجبٌ فكيف يخافُ المُرتجفُ من الصقيع ! كيف يخافُ الميّتُ من الرحيل ! أو دثّريني .. لستُ أعلم ! ليَ جلدٌ على حمل السماء .. ولا صبرًا لرجفة الرحيل عودي ولاقينا ودثّرينا عودي يا ربّة الظفائر . ?
بينما أنت جالسٌ هكذا ودون سابق إنذار يأتيك ومن حيث لا تعلم شعورٌ يكاد لا يوصف لحقارته , ذلك الشيء الذي يُسمّى "غيرة" . كيف ومن أجل ماذا ؟! أنت لا تعلم , هو فقط ينهش عقلك دون توّقف . حدث منذ قليل , نعم لقد حدث , لا سببٌ ولا مُسبب , أنا أغار , هنالك نارٌ تشتعل في رأسي وكأنّه بركان , وتكمن الفكاهة في سذاجتي حينما يحدث ذلك , أُرسل رسالة ... لا جواب , أتصل .. لا جواب ! دقيقةٌ واحدة كانت كافية لأن يبدأ المُخرج السينمائي القابع في عقلي في عمله , كوارثٌ تحدث , فيضانات , زلازل .. هل يا تُرى خُطفت ؟ يا إلهي ماذا لو صدمتها شاحنة , يا للجحيم رأسي يذوب لكثرة التفكير , هل هي الآن تُشاطر صديقًا ما الحديث ولم تنتبه إلى رسائلي ! خمسون رسالًة في دقيقة واحدة , يا فلانة , يا حبيبتي , أجيبي .... أتصل ولا إجابة فأقول لنفسي تبًّا عليَّ أن أنتظر لبعض الوقت حتّى أُعيد الإتصال , أصبر ساعتان كاملتان وأتصل مرًّة أُخرى وأيضًا لا إجابة , أنظر إلى وقت الرسائل والإتصال فأعلم أنّه لم يمضي نصف دقيقة بين الإتصال الأول والثاني ! يا للجحيم أين رحلت , عيناي تدمعان وأُحاول المقاومة , أين هي .... فجأةً تُجيب على رسالتي بذُعرٍ واضح ! ماذا .. ما الذي يحدث ؟!!! فأكتب لها سائلًا مُستهجنًا أين كُنتِ كُلَّ ذلك الوقت ؟!!! تقول بتعجّب : حبيبي لقد كُنت أقضي أمرًا ما رُبّما ولم يمضي على غيابي سوى خمس دقائق أنهيت أمري وعدت ! أقول : امم حسنًا , لا شيء , هل يمكنني , اشتقت إليكِ ... لم أقُل ذلك , كُلّما كتبتُ كلمةً أحذفها واكتفيت بقولي : حبيبتي شو عاملة ؟ ? . حسنًا أنا أتملَّقُ أُختها لتقنعها بفكِّ الحظر عنّي ولكن على الأقل تأكدت بأنّها بخير . ???
على حافّة الإنهيار أسيرُ مُقامرًا بنفسي مُقامرًا بآخر سيجار لن أخسر اليوم قِماري أضعُ يدايَ في جيب بنطالي وأُردد "أعدّي لي الأرض كي أستريح" لن أسقط اليوم .. "لأحرس حلمك يا حبيبي من نجمةٍ شاردة" لن أسقط اليوم .. وأمضي , ثُمَّ أمضي .. إلى عِناقٍ يشفيني من ألم الكون في صدري .. " فإنّي أُحِبُكِ حتّى التعب ". ? .....