"«التفكير» هو البلاء الأصعب، المرض الذي يزيد ولا ينقص، ويعاندك كلما نويت الاستشفاء منه، ويأخذك إلى حيث يختفي الجميع، إلى كلمةٍ لم يلتفت إليها قائلها، إلى أمرٍ اجتهدت لفعله ولم يلاحظه أحد، إلى نصفِ غيابٍ اكتفوا ببقيته كنصف حضور، إلى أنفاس سريعة تأففوا من صوتها ولم يخطر لبالهم أنها كانت للحاق بهم، إلى عيون ذابلة ظنوها من قلة النوم، إلى ابتسامةٍ مرهَقةٍ يعرفونها جيدا ومثلوا أنهم لا يعرفون.
..
التفكير هو البلاء الأصعب، تحاول التعود ألا تنتبه إلى التفاصيل بالحد الذي يضايق القريبين منك ويدعوهم إلى الشفقة، تهلك نفسك ألف مرةٍ لتثبت لهم حسن النوايا، لكنك دائمًا المتَهم، وتهمتك الاهتمام.
..
وهل يُشفى المفكرون؟ أجل، شفاؤهم موتهم.
وماذا يدفعهم إلى الموت؟ رغبتهم في الخفة، لأن كل شيء حولهم يوحي إليهم بالثقل. "

‏
‏والنفسُ راغبةٌ إذا رَغَّبتها
‏وإذا تُردُّ إلى قَليلٍ تَقْنعُ!