٢٠:
كنت أتحيَّن يوم غدٍ السَّبت -كما يظهر- منذ أربع سنوات تقريبًا، آملةً أنَّ كلَّ شيء سيتغيَّر، وتغيَّر.. لم أصل بعد للصُّورةِ التي رسمتها، ولا أتوقَّع فيه ما يسرُّ الخاطر، بل على النَّقيض تمامًا؛ تغلبه نكهة الوداع بطعمها اللاذع، ويعمره الفقد، على الأقل، حتَّى حين، لكنَّ أشياء كثيرة تبدَّلت..
ما زلتُ في محطَّتي أرقب الحياة تمرُّ دون أن ألحقها، ولا أدري متى، وكيف، سيُسمَح لي أخيرًا بالتَّرجل عن صهوة الانتظار قبل أن يفوتني العمر؛ فأفنى محلِّي وليس بحصيلتي أيَّ تجارب جديدة، أو استطعامٍ لمعنى الوصول، القرار. مع ذلك، تغيَّرت أشياء كثيرة فمثلًا أجلس الآن على كرسيٍّ تحفُّه جدرانٌ أملتها طويلًا، أرفع عيني فألمح تفاصيل أُحبُّها، تبلسِم لُبِّي، ارتفعتُ درجة في السُّلَّم التعليمي -وإن لم أزل طالبة-، عمري تغيَّر، وشخصيَّتي، وأفكاري، تطلِّعاتي الهوجاء، المسكينةُ قشعت عنها رداء الخيالات ونكصت على عقبيها، دائرة علاقاتي كذلك لم تسلم بعد -بطبيعة الحال- من التقلُّب، ويقيني.. لم أعد مَن لا تُرَد، تصالحت مع منغِّصات عديدة، وفلتُّ يدي، ولست أمخض عباب الأيَّام إلا بدفَّةٍ أميل إلى الشَّكِّ منها إلى اليقين، ولا يُفهم من ذلك قنوطي من الله -حاشا-؛ إذ لا يهونها علي إلا تسليمي بقضائه -تعالى- أصلًا، ولكنها حُفَنُ الدُّنيا التي أقصد. ماذا كنت أقول؟ نعم، تغيَّرت أشياء عِدَّة -وإن لم تكن هي ما رجوتُها-، كان أكثرها، قلبي.
يقول لي أخي البارحة متهلِّلَ الوجه: أنَّه يتطلَّع لهذا اليوم مُذ علم بترقُّبي له قُبيل سنتين، ولا يدري أنَّني -يا للخيبة- آثرت التَّخلِّي عن تميُّزه لغيري… هل يزهد الظَّامئ في الماء إن ظلَّ سرابًا مسافاتٍ بعيدة؟
بس الحمد لله🤍
https://ask.fm/itix_/answers/150521132311?utm_source=copy_link&utm_medium=iOS
ما زلتُ في محطَّتي أرقب الحياة تمرُّ دون أن ألحقها، ولا أدري متى، وكيف، سيُسمَح لي أخيرًا بالتَّرجل عن صهوة الانتظار قبل أن يفوتني العمر؛ فأفنى محلِّي وليس بحصيلتي أيَّ تجارب جديدة، أو استطعامٍ لمعنى الوصول، القرار. مع ذلك، تغيَّرت أشياء كثيرة فمثلًا أجلس الآن على كرسيٍّ تحفُّه جدرانٌ أملتها طويلًا، أرفع عيني فألمح تفاصيل أُحبُّها، تبلسِم لُبِّي، ارتفعتُ درجة في السُّلَّم التعليمي -وإن لم أزل طالبة-، عمري تغيَّر، وشخصيَّتي، وأفكاري، تطلِّعاتي الهوجاء، المسكينةُ قشعت عنها رداء الخيالات ونكصت على عقبيها، دائرة علاقاتي كذلك لم تسلم بعد -بطبيعة الحال- من التقلُّب، ويقيني.. لم أعد مَن لا تُرَد، تصالحت مع منغِّصات عديدة، وفلتُّ يدي، ولست أمخض عباب الأيَّام إلا بدفَّةٍ أميل إلى الشَّكِّ منها إلى اليقين، ولا يُفهم من ذلك قنوطي من الله -حاشا-؛ إذ لا يهونها علي إلا تسليمي بقضائه -تعالى- أصلًا، ولكنها حُفَنُ الدُّنيا التي أقصد. ماذا كنت أقول؟ نعم، تغيَّرت أشياء عِدَّة -وإن لم تكن هي ما رجوتُها-، كان أكثرها، قلبي.
يقول لي أخي البارحة متهلِّلَ الوجه: أنَّه يتطلَّع لهذا اليوم مُذ علم بترقُّبي له قُبيل سنتين، ولا يدري أنَّني -يا للخيبة- آثرت التَّخلِّي عن تميُّزه لغيري… هل يزهد الظَّامئ في الماء إن ظلَّ سرابًا مسافاتٍ بعيدة؟
بس الحمد لله🤍
https://ask.fm/itix_/answers/150521132311?utm_source=copy_link&utm_medium=iOS