يعجز الاخرون احيانًا عَن فَهم مَا يَدورُ بِداخِلنا، وما يَستحوذُ على تفكيرنا، رُبما يَحكمون علينا بالباطل ايضًا، يروننا كما يروقُ لَهم ويُشبِع النَّقصَ بِداخلهم، ومع ذَلك نُحاوِل الشَّرح والتَبرير مِرارًا وتِكرارًا ومِن ثَمَّ نتنهد ونُحاول مُجددًا لِنثبت لهم صُورتنا الصَحيحة، ولكِن مع مَنْ نُحاول؟ فَنحنُ لا نَسْتطيع توصِيل نورنا للقُلُوبِ الضَّريرة ابدًا فاستجمع انفاسك وقُل فِي نَفْسِك " إن لم احظى بِقلوب هؤلاء فأنا قد حظيت بالله، هو عليمٌ بِذاتِ الصُدور وسَيرزقني بناءًا علي هَذا وعلى أفعالي وليس على حسب ظُنونهم" ثم اذهب واكمِل طَريقك وتَجاهلهم تمامًا، واعلم أن الطريق إن لم يكن مَحفوفًا بالمَخاطِر والصُعوبات فنهايته لن تَسُرَك، ولكن كُلمَا صَعُب الوصول إلى هَدفِك كُلما كانَ الوصول إليه أكثر سعادةً ورضى، واذا كانت صُعوبة طَريقك تكمُن في العوائقِ التي يَضَعَها الناسُ في حَياتِك وما يُسببوه لَكَ من ضغطٍ نفسي، فأعلم انك ستخرج من مِحنتك قويًا كالحديد سَويًا كالخط المُستقيم، وستتحول ذكرياتهم واسمائهم الى أيَادٍ تدفعك للأمام في طريقك، ستركض سريعًا ربما اكثر من ما مضى، وستدرك جيدًا ان القِلة الصَّادقة تكفي💙 القِلة التي تعلم مَن انتَ حقًا بدونِ ادنى مَجهود مِنك للشرح والتبرير.
سلامًا لأولئك الذين يحترمون مساحتنا الشخصية، والذين يدركون أننا لسنا مخلوقين لتسديد احتياجاتهم "وأن نكون بالجوار" هو اختيار نحتاج أن نتخذه طوعًا لا أن نقهر عليه باللوم والإبتزاز، سلامًا للذين يستاذنون قبل الإطلالة على عالمنا، سلامًا لذوي الكياسة الذين يتفقدون ملائمة الوقت قبل صبّ شكايتهم، سلامًا للذين يكتفون منا بما نطيق ولا يطالبوننا بالمزيد، سلامًا للذين لا يضطروننا للتجمل والإعتذار وتبرير غيابنا في خلواتنا؛ سلامًا لمن "إذا زار.. خفف".
"بعض الأبواب لم تُفتح، لأنها ليست لك.. بعض الأشخاص اختفوا من حياتك، لأنهم صفحة و ليسوا كتابًا.. بعض الفرص ضاعت، لأنك بحاجة للخبرة أكثر من الحظ، جَمِيلُ هُو القلب الذي يعيش على أمل أنَّ كل شيء سَيكون بِخَير، كل الأمور المقسومة لنا خير.. حتى وإن كانت وجعًا."