أشد ما يُختَبَر فيه المرء.. هو الرضا، في مواضع الحرمان وفي الأقدار التى خالفت كل توقعاته، في كل موقفٍ أُجبر عليه، وكل ما يعيشه ويخالف هواه.. فيهتز داخله، ويحاول مجاهدة قلبه.. وترويضه.. حتى يلين ويهدأ ويقنَع.. مهما أغرقهُ الغضب، فيصبح على يقين أن ما قُضِيَ هو الخير.. حتى لو لم يتبين له ذلك الآن..
- لمْ تَره وهو يجلد ذاته؟! = لا. - لَمْ ترَ كتفه وهو مُثقلٌ بالدُّنيا، لا يتنفس إلا كَمدًا وحُزنًا؟ = لا. - لمْ ترَ وحدتهُ في غرفتهِ، يُشارك نَفسه هُمومه، يدعو في صمتٍ أن يزيح اللهُ عنهُ بعضَ ما عليه؟ = لا. - هل أخبركَ بما يختلجُ صدره، ويؤرق نومه، ما يُجري الدَّمعُ في مآقيهِ ليلًا وحده، ما يَصعب عليه بَوحه؟ = لا. - إذًا، فَلا تَحكم عليهِ بما لا يطيق، ولا تَقل أنَّهُ قد ضلَّ الطريق، فَهو لا يُريد أن يُثقلك بما فيهِ، فَيجيبُ دائمًا إذا سُئِلَ عن حالهِ، أنَّهُ بخيرٍ بِملئ فِيهِ. - وهو تاللهِ في أمسِّ الحاجةِ لِمن يَربتُ على كَتفهِ، مَن يُطمئنهُ ويدعو له. لله قلوبنا وما تحوي.
اللهم صلّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد 💗
في قلوب الرجال هموم، ومعارك، وضجيج لا تحتمله النساء .. لذلك خلق الله الرجل كتوما. كان السلف يقولون: الرجل كل الرجل الذي يدخل غمه على نفسه، ولا يدخله على عياله !