. . . هل هُوَ أمرٌ طَبيعي، أن يفقد المرء إهتمامَهُ بِكُلِ شيءٍ حوله ؟ أم أنني فقط أنا اللامُباليةُ هُنا ؟ هُناك تَناقُضاتٌ تتَشابَكُ مع بعضِها البعضُ في داخلي ! فلا أرى مَهرباً ألتجأُ إليهِ مِنها ! أني أخافُ .. أن أستمررتُ في لامُبالاتي .. أن أصبح إمرأةً كالحجر ! لا تَفهمُ الناسَ وَلا يفهمُها أحد ! إني أخشى مِن مخاوفي تِلكَ أن تَحصُل ! مابالي أقِفُ هُنا بِذهولٍ لامُبالي .. أنظُر لمن هُم يمشِون إلى الأمام .. وأنا أقِفُ هنا .. أنظِرُ لهُم بوجهٍ باهت .. لا لونَ له .. قد أكتَستهُ الرمادِيةُ الحالِكة .. فأصبح مُبتَئِساً .. لا، بل لا مُكتَرِثاً ! ..
. . . - في عامِ 1433 .. وَفي اليومِ السادِسِ عشر مِن شهرهِ العاشر المُسمىَ بِ شَوالْ .. كُنتُ قد فتَحتُ أول صَفحةٍ مِن مُذكِرتي وَقد كَتبتُ فيها حَدِيثاً ما .. والآنَ هاقد مَرّ عليها سنةٌ وَمايُقارِبُ الخمسة أشهُر ! يالها مِن سنةٍ طويلةِ تِلك .. فَ بِها قد أنتَقلتُ مِن عامي الـ 16 إلى الـ 17 .. وَها أنا ذا فِ عامي الـ 18 .. ! _ مُتَيقنةٌ أنني في يومٍ ما سأبتَسِمُ وأنا أقرأُ كِتاباتي مُنذُ الصِغر .. * . . .