الساعة السادسة وتسعة وأربعون دقيقة صباحاً : عيوني على شاشة هاتفي،وأذني تستمع لـ صوت المختار الثقفي عبر التلفاز ،عن يميني طفلي ممدد بطريقة لطيفة كأنهُ كعكة نائمة، داخلي مُزهر واخيراً أحسست بالطمأنينة والسلام بعد مدة من الفوضى الداخلية،أنهُ الجمعة سيد الايام بالنسبة لي لا أعلم لماذا أحب الجمعة بهذه الطريقة المقدسة،أنه عيدي واليوم المميز بالنسبة لي واليوم الذي تبدأ به كل خططي وجدوالي،طفلي أستيقظ وبدأ يحبو ويصرخ ويرمي بنفسه علي،وانا ممتنة له. المهم : أنني لم أضع خطة يومي للان لكني أود مشاهدة أعادة الحلقات لـ مسلسلي، أود أن أذهب لمطعمي المفضل،أود أن أقرأ الكتاب الذي منذ زمن بين يدي ورغم كل هذا وجدولي المزدحم وطفلي المشاكس وصوت التلفاز الذي بدأ يزعجني،رغم كل ذالك أنا أعاني الشوق أنني مشتاقة لك كثيراً أنظر الى صورنا، الى صور يدينا ،الى الاماكن التي زرناها وشهدت علينا،وأفتقدك كثيراً أتعلم مامعنى الفقد ؟ معناه أن أفعل كل شي ويبقى في قلبي ثقب لايسده الا أنت.
حالياً متمددة ع السرير حمودي ع يميني نايم،التكيف برودته هادية وضو الشمس داخل بنص الغرفة وصوت الغلاي وكوبتي تنتظر أصب فيها چاي حليب،وصوت موسيقى من الصالة،صباح خييير صح ؟ وفوق كذا كلمت اخووووي وحبيبي ! مش بس صباح الخير الا الخير كله فهصباح.
أنني أعيش أياماً مطمئنة ومسالمة أياماً لايوجد بها زهواً أو دهشة لكني أدعي الله أن تستمر،مايضاهي أن أكون أمنة ؟ أمنة في شعوري في حياتي في مكاني وأرضي، أنني مستعدة دفع عمري أكمله من أجل هذه الايام .. الايام التي يملئها الرضا والله وكتبي وطفلي ورجلاً يحبني، أياماً أضع راسي على وسادتي وتنبعث لي منها صورة حالمة للحياة اياماً بلا خوف أو رهبة أياماً بلا تعب أو حزن، أياماً أصحوا في صبحها بحب العالم أجمع وسلامه بدون عوالق ليلة البارحة،اياماً بدون ندم أو حماقات.
متى سيتوقّف هذا المُجتمع عن أخذ كل أسلوبٍ لطيف على محمل الحُب ؟
إذا الجيل الجديد علموهم أن المرأة والرجل ممكن يكونوا زملاء عمل وزملاء دراسة وأن تعاملهم مع بعض شي عادي ووارد دائماً وأنهم لازم راح يحتاجوا بعض في حدود عادية بدون علاقة حب او أخوة والخ . . . إذا ماقالوا ليهم عيب تكونوا في مكان واحد مع بعض وإذا ماخلوهم يحطوا الف خط أحمر لما يتعاملوا مع بعض، اذا صار عادي وقتها ماراح يفهموا ان اي تعامل لطيف حُب راح يفهموا أن هذي هي الحياة وأن هذا التعامل الصح والمحترم . يعني مش معقولة تكون بنت ماشية في الشارع ولمن يوقف ليها بسيارته عشان تمر تحس بحالة حب ! ومش معقولة تتدخل مكان عام ولمن يفتح ليها الباب عشان تتدخل تحس أنه فارسها الملثم ! ومش معقولة عشان زميلته في الدوام أستشارته في حاجة صارت تحبه وتودد له .