هذا الوطن ساخر ، هزلي ، غير حقيقي وغير موضوعي ،وغير محايد ، والأحداث الواردة به خيالية ولا تمت للواقع بصلة .. وأي تشابه بينه وبين الواقع هو أغرب من الخيال
ثمانية عشر عاما لم أهز دمية لم ينهرني جد لم أتشبث بملاءة لم أبكي في زقاق ثمانية عشر عاما لم أرى علم بلادي مبللا بالمطر وأنا أنفخ راحتي بالزمهرير و أغني موطني .. موطني
وأنا جالس على اريكتي تناهت إلى سمعي أصواتمتنافرة من كل حدب وصوبالشوارع: لا تنظفناالزجاج: لا تمسحناالأشجار: لا تسقناالجياع: لا تطعمناالخونة: لا تبرئناالشهداء: لا تدفناالمشردون: لا تؤوناالأطفال: لا ترضعناالجرحى: لا تسعفناالسنابل اليابسة: لا تحصدناالشوارع المظلمة: لا تضئنافوضى المرور: لا تنظمناالمنتحرون: لا تنقذناالمضطهدون: لا تنصفناالسجناء: لا تطلقناالأراضي المحتلة: لا تحررنا*قل للثوار العرب أن يدعونا وشأننا.
أيتها الأرصفة عانقينيأيتها الثلوج دثرينيأيتها الريح العجوزاحكي لي قصة الشاطر حسنوعلاء الدين والفانوس السحريولص بغداد والسندباد البحريوكل الحكايات الخيالية في ذاكرة الشيوخ والأطفالوحكايات الحجاج وأبو جعفر المنصوروالضبع والضبعةوالغول والغولةالتي تعيش بشحمها ولحمها وأنيابهاوأقدامها بين الجميع.
وداعاً أيتها الصفحات أيها الليلأيتها الشبابيكُ الارجوانيهانصبوا مشنقتي عاليةً عند الغروبعندما يكون قلبي هادئاً كالحمامه ..جميلاً كوردةٍ زرقاء على رابيه ،أودُّ أن أموتَ ملطخاًوعيناي مليئتان بالدموعلترتفعَ إلى الأعناق ولو مرة في العمرفانني مليء بالحروفِ ، والعناوين الداميهفي طفولتي ،
أنا لا أحمل هوية في جيبي ولا موعدا في ذاكرتي أنا لم أجلس في مقهى ولم أتسكع على رصيف أنا طفل ها أنا أمد جسدي بصعوبة لأدفن اسناني اللبنية في شقوق الجدران
"كنا نؤمن بأنّ الجبال زائلة والبحار زائلة والخضارات زائلة أمّا الحبّ فباقٍ... وفجأة: افترقنا هي تحبّ الأرائك الطويلة وأنا أحبّ السفن الطويلة هي تعشق الهمس والتنهدات في المقاهي وأنا أعشق القفز والصراخ في الشوارع ومع ذلك.. فذراعاي على امتداد الكون بانتظارها..."
اللجنة : نعم ؟ المواطن : أنا فلان الفلاني .. اللجنة : لا اسم لك المواطن : أبي فلان الفلاني اللجنة : لا عائلة لك المواطن : أريد ان آكل اللجنة : لا خبز لك المواطن : أن اشرب اللجنة : لا ماء لك المواطن : أن أنام اللجنة : لا سرير لك المواطن : سأعمل خادماً اللجنة : لا سيّد لك المواطن : متسولاً اللجنة : لا عاهة لك المواطن : كاتباً اللجنة : لا قرّاء لك المواطن : ممثلاً اللجنة : لا دور لك المواطن : متفرجاً اللجنة : لا مقعد لك المواطن : راقصة اللجنة : لا خصر لك المواطن : إذاً ، سأحزم حقيبتي وأسافر اللجنة : لا تأشيرة لك المواطن : سأقيم في أيّ مكان اللجنة : لا إقامة لك المواطن : سأكون حطاباً اللجنة : لا فأس لك المواطن : فأراً اللجنة : لا وكر لك المواطن : سأصير مناضلاً اللجنة : لا قضية لك المواطن : سأقاتل اللجنة : لا خصم لك المواطن : سأُقتل اللجنة : لا قبر لك المواطن : سأعيش على الأحلام اللجنة : لا أحلام لك المواطن : سأُجن االجنة : لا عصفوريّة لك المواطن : سأصير يسارياً اللجنة : لا رفاق لك المواطن : مسلماً اللجنة : لا كعبة لك المواطن : مسيحياً اللجنة : لا كنيسة لك المواطن : يهودياً اللجنة : سندرس الموضوع . #سأخون_وطني محمد الماغوط