إنعزالي عن العالم وميولي للهدوء في تزايد
كانت صفحة نفسي المرحة الصافية تتعكر أحياناً بشيء من الكآبة، لا تبلغ بها الاضطراب المهم. كانت هذه الكآبة تأتي ليوم أو لليلة، في صورة حزن انعزالي حالم، ثم تختفي غير تاركة أي أثر، لتعاودني بعد أسابيع أو شهور من جديد، وتعودت عليها بالتدريج كأنها صديقة أليفة، ولم أشعر بأنها تصيبني بالعذاب، بل كنت أرى فيها تعبا قلقا فيه حلاوته. كانت هذه الكآبة إذا ساورتني بالليل، أرقد الساعات ناحية النافذة، أنظر إلى الشوارع السوداء، وإلى أخيلة الجبال المرتسمة حالكة على السماء الباهتة، ثم أرفع بصري فوق أخيلة الجبال إلى النجوم الجميلة.
وكان شعور مخيف حلو يتملكني بعد ذلك.
وكان شعور مخيف حلو يتملكني بعد ذلك.