الأصوات المبحوحة ، لدغة اللسان ببعض الأحرف ، الشيب ، وحتى الندبات ، كلّها محاولات فاشلة من الطبيعة في سلب بعض من جمال الإنسان ، وبدون قصد منها زادت أصحابها جمالًا وتميزًا .
أحبّ الألقاب لقلبي أن تناديني : أبو رنيم أو الأحمد ، خلاف ذلك مسمّيات لا أحبها ولا أفضّلها هنا في الآسك فلكل مقام مقال ومقامنا هنا شخصيّ مجرّد من أي شيء آخر .
فنجان قهوة عربية مع قطعة صغيرة من كيكة مخبوزة بكل حُب وحنّية ، ريحة بخور تفوح في الارجاء ، وفي الخلفية أصوات متداخلة مو قادر تقلط منها سالفة وحدة ، مسرّات صغيرة لكن ماذا تكون العصريّة لولاها .
لمّا يقال "تعرف الأشياء بأضدادها" ، ولولا الحزن ماعرف الفرح ، ولولا المشاكل لما وجدت الحلول .. هي ليست دعوة لاعتناق الجوانب السيئة دائمًا ، الحياة عبارة عن معادلة ضخمة من المتغيرات ، الجيدة منها والسيئة ، ومع العلم إنك دائمًا تسعى للجيد منها ، إلّا إن السيء راح يحصل لك شئت أم أبيت ، عشان كذا تقبّل فكرة وجودها ، ووضعها في مكانها الصحيح من المعادلة ، يساعدك تعيش حياة أقل توتر وحدّية ، رغم إنك مابذلت أي مجهود على الإطلاق ، اللهم غيّرت طريقة نظرتك للأمور .
يحدث أحيانًا إنك تنفر من شخص بدون سبب ظاهر ، ولمّا تتعمق فيه تحصل إنه يشبهك تمامًا ، يفكر زي ماتفكر ، قراراته قريبة من قراراتك ، وحتى ردود فعله كأنها مستنسخة منك .. هذا يظهر بكثرة في العلاقات العائلية أو الزملاء .. ويحدث إنك تنجذب لشخص لأن تفكيره مقارب لتفكيرك ، وفيه قدر من تشارك الاهتمامات .. وكأن هذا كله يكوّن أرضية تجمعك معه ، وش اللي تغيّر؟ برأيي إن التشابه له فائدة في بدايات المعرفة ، لكن قد يكون سلبي إذا كان في علاقات قوية وقديمة ، خصوصًا بين الأقران .. وبكل الأحوال ما أظن فيه شخص يقدر يعيش مع شخص يشبهه تمامًا ، ولا حتى ٩٠ او ٨٠٪ لأنه شعور متعب جدًا
يكفيني أن أشعر في عزّ اليأس المحاط بنا أن قلبك على قلبي ، وأن الذي بيننا أعمق بكثير من أن يهون ، يكفيني أنك السلام والمأمن في ظل الظروف الصعبة ، وأن حبّك كافٍ كي أواجه به كلّ شيء ، كلّ العوائق التي تمر بي .