أتغارين ..!؟كلما قصدتُ استفزاز عواطفك , تُقابِلين أفعالي بِمُنتهى البُرود ,كأنها زخاتُ مطرٍ خَريفي تتساقط في شهر تَموز .بِتُ لا أقول شيئاً إلا كما تُريدين , بِتُ لا أعلم إن كُنتِ تَغارِيْن .؟ أَنتِ كَما الصَفحَة البَيْضاء وَأنا الحِبر الذي يَملؤُهَا , فإذا انْسَكبتُ فإنّي أَعلم كل زاوية فيكِ , مهما حَاولتِ سَيطغى لَونِي عَلى بَياضكِ حَتى أصبح جزءاً منك .مهما حَاولتي إِخفاء مَاتَشعُرِين , عَيناكِ وحدهما نورٌ في ظُلمة أَفعالِك وَإنكارك , حَتى لَو أقلع اليَاسمينُ عَن بَث الأمل , ولو انقطع نورُ الشمس عَن الأرض , واكتظتْ كُلبقعة فيها , ونهض الأموات للحياة , سَتغارين إن نَطقتُ سَهواً باسم أي أُنثى أَمامك , سَتتحرك أناملك خلسةً وَترتَجِفين, وَتتوسعُ عيناكِ فَجأة وَبغضبٍ سَتشهقين , ولكنك لن تَجعليني أَشعر بِما تَفعلين .تُحاولين إخفاء حُبٍ يَرفضُ بِداخلك أن يَثور , أو حتى أن يُولَد لساعاتٍ , كي لا يقال عن عفاف كبريائك أنَّهُ قد لُوثَّ بِالحب .لا تُريدين أن تكوني كالقصة في كل ليلةٍ تُحكى , كَأنّك تُجسدين روايات أحلام , ممزوجةً بِكرهُ الرِجال . كُنتُ كَالطفل الذي لايُبصر في عينيه إلا أمَّه , حتى حَجبتُ طَرفي أن يَأتيه فِيه سِواك ,وكلمّا بادرتُ لأعلن لك البدايات , قابلتني رُدودك فَأصبحت بِداياتي نِهايات .