والجدير بالذكر أنّ بلقيس كانت ذاتَ نفسيّة يرجى منها الخير وذلك لأنها انقادِتْ بسرعة إلى أعظم خير حيث اتجهتْ طائعةً نحو الإسلام فهي ليست مغرورةً ولا متكبرة وكل ما في الأمر أنها ملكةٌ ضالة عن الهدى والرشاد، تحتاج إلى نور يضيء لها طريقَ الحقيقة وقد لفَتَنا إلى ذلك القرآنُ الكريم مبيّناً ما كان يمنعها قبلَ ذلك من الإيمان بالله وصدّها عن الإسلام أنها نشأتْ في قوم كافرين يعبدون الشمس: (وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ ) النمل 43نعم هذا ما صدّ بلقيس عن الإسلام، وإلا فلها من الذكاء والفطنة ما به تعرف الحقّ من الباطل ، ولكن العقائدَ الباطلة تُذهِب بصيرةَ القلب، ومن أطاعَ هواه أضلّ هداه.