جريمتك أنك أردّت أن تُصبح مُختلفاً، شُجاعاً، حُرّاً، وقوياً دون الإستناد على أحد. جريمتك أنك أردّت أن لا تُصبح أبلهاً، مُكرر، ضعيف، وغبي يُشكلونك كيفما أرادوا. جريمتك أنك أرَدّت أن تُصبح كل ذلك بين أُناسٍ كل مُبتغاهم أن تَكبُر على شكلٍ يقومون بصنعه لك هُم، أن يمحوك بجعلك نسخةً تبق الأصل منهم.. وإن إعترضت وتمردّت على منهجهم السقيم تُصبح الفاسد الذي لا يستحق الحياة .
لا تقتربي، لا تتجاوزي هذا الخط الوهمي الذي يفصلنا، لا تجعلي هذه العلاقة الالكترونية اللعينة تتطور، فنحن في السعودية، هنا كل شيء جميل يأتي على النصف، نصف حب، نصف حرية، نصف دين، وإني لا أحب الأنصاف، دعي الحمقى يتمتعون بهذه الأنصاف .
لستُ بحاجةٍ لأن أبرر ماهيّتي للجميع.أنا كما أُحب.لستُ بحاجةٍ لأن أقنع الآخرين بقناعاتي ومبادئي، كما لستُ مجبرة لأن أتبع الآخرين؛ هُم ليسوا مجبرين لأن يعرفوا كيف أفكر وكيف أضع أفكاري على حدة عندما تبدأ نقاشاتهم التي تبدأ وتنتهي دون الوصول لحل.أنا أقرب من الجميع لي، وأنا أكثر من يفهم نيتي.لذا لستُ بحاجه لأن أُخبر الجميع عني.
صعب اتعايش في مكان يعتبر أي محاولة للحياة من أنثى خطيئة ، تخيل تعيش بمكان يكرهك ويحاول يطمس وجودك ويعاملك كأنسان من الدرجة الثانية . لأسباب انت ما اخترتها. بلد يؤاخذك بجريرة حمل جهاز تناسلي أنثوي طوال حياتك. قلتها واقولها مرة أخرى أُعطيت فرصةً في الوجود، وأود حقًا لو أستطيعَ عيشه وتجربته، لا يجب أن يكون وجودي رقمًا آخر يملكه رجل ويتصرف فيه بمزاجه . يولد الرجال هنا للعيش ، ونولد نحن للانتظار ، انتظار الفرص ، الهروب ، الحياة. وإن كنتي امرأة أشقاها الله بالفكر ، ورغبتي التحرر من أفكار مغلوطة متوارثة التصقت بوجودكِ كإمرأة في هذا البلد ، والخلاص من حياة الموتى التي لا مُنْكِر لها غيرك ، صدمتي بالنبذ والتكفير. وكأن الله خلقنا نحن الإناث للعذاب المستمر والمتواصل ، وكل محاولة منا للحياة هي خيانة للديانة والقبيلة والعرف. الهروب من هنا مش ترف ، الهروب من هنا حاجة.
سأُحب الشيعي والسني والمسيحّي والهندوسي وجميع مُعتقني المذاهب والديانات الأُخرى المسالمين وإن شككّت في وطنيتي سأغرُس أظافري في عينيك؟التعايش هو أنّ تتقبل دينه أو مذهبه دون النِقاش معه في قناعاته وعقيّدته وطقوسه ولا تُحاول التصحيح له من مبدء!لكم دينكّم ولي دين.