-على حافةِ الطريق تجلسُ طفلةٌ نحيلةٌ جداً ، بدا على ملامحها الذبُول والتعب وكأنّها لم تتذوّق الطعام منذُ سنين ، طفلةٌ كأنّها عجوزٌ هرِم ، عينيّها شديدةُ الإحمرارِ من كثرةِ البُكاء ، وشفُاتها متيبسةٌ رُبما من قلّة الأكل ، ويديها ترتعشانِ من شدّة برُودة الطقس ، دنوتُ منها وكان بحوزتي قليلٌ من الطعامِ جلستُ بجانبها ومددتُ لها مابيديّ ، حدّقت بي قليلاً ثمّ بكت ! نعم بكت ! لم أعرف سبب بُكائها فقد أرعجبني ذلكَ جداً . سألتُها ماذا بكِ ياصغيرة ! لم تُجب أعدتُ سؤالي مرّة أخرى ولم تُجب أيضاً . بعدَ بُرهة هممتُ بالنهوضِ والرحيل وقبلَ أن أذهب نطقت ( لاتذهبي ) ! توقفتُ وعدتُ بجانبها وأخبرتُها : بأنّي لن أذهب لأيّ مكان حتّى تُخبرني ماذا حلّ بها وأين والديها ! أمسكت بيديّ وأخذت تبكي بصوتٍ خفيف وتحدّثني : بأنّها لم تعلم كم من الوقتِ مكثت هُنا فَهي تنتظُر والدُها منذُ زمنٍ في هذا المكان . إتّسعت عينيّ بشدّة ، لم أعرف بماذا أُجيب عليها فكأنّ حرُوفي رُبطت بحبلٍ قوّي ، بعد بُرهة قالت لي ( بصوتٍ خفيف ) : لا تقلقي بشأني أنا بخير فَهو أخبرني بأنّه لن يتركني وحدي أبداً . ضممتُها إليّ بلا شعورٍ منّي أشفقتُ عليها وبكيتُ معها . أعطيتُها الطعام الذي كانَ بحوزتي وأخبرتُها أن تأكل أجابت : ( لا ، لن أكُل طعاماً حتّى يعودَ أبي ) . وإن لم يعُد والدُك ! فأنتِ هكذا تقتُلين نفسكِ ! وقفت وكأنّها لاتستمعُ لأيّ كلمةٍ قلتُها ، استدارت إليّ وكانت كلماتُها الأخيرة : ( عندما تفقدينَ حبيباً ستعلمينَ حينها ماهوَ شعُوري ) . ورحلت .نُ .
صفاتكم و منهجكم الاقتصادي ؟ ايش اللي يخليكم تشتروا شغلة معينة و ايش الحد في الدفع عندكم ؟ باعتبار الميزانية , و أيضًا بافتراض أن ميزانيتكم لا محدودة ..
-بجلسةٍ طويلة مع أنفسنا وتصفيةٌ للذهنِ ومحاولة التعرف على النفسِ جيّداً ، بِكتابة جميعِ مانشعُر به ونُحسّ بهِ من الداخل ،وما قد مررنا بهِ أيضاً ، حينها قد يعرفُ الشخصُ نفسهُ جيّداً ، وقد يجهلُها إن لم يدرسها بالطريقة الصحيحة .أجل قد يكُونُ طبيعياً .