يصاحب التغيير نوع من الحزن أحياناً , حين نتغير نترك خلفنا معتقدات لازمتنا لزمن طويل , أنماط تمسكنا بها, أكاذيب صدقناها عن أنفسنا, نشعر بفقد المألوف, وردة الفعل الطبيعية لأي فقد هي الحزن.
الحزن شيء والشقاء شيء آخر, الأول لازم لطبيعة الدنيا, أما الآخر فما تفعله بالحزن أو ما يفعله بك , قد تحزن لأمر ولكن الشقاء ظنك بأنه ما ينبغي أن يكون. أن يحزنك حزنك.أو ينقطع بك عن سلام روحك واطمئنانها بألا مهدر في ملكوت الله. كثيرا ما يُشبّه الحزن بمقام الصبا, أما الشقاء فيشبه الصمم.
في وسط مسرحية كوميدية قديمة ترنمت شخصية: "أنا من ضيّع في الأوهام عمره" وقتها أحسست بأن كل شيء في المشهد ترمّد، نسيت المسرحية ولم تبق في ذاكرتي سوى العبارة التي تصحو بين الفترة والأخرى فجأة في سياق لا تنتمي إليه كما عرفتها أول مرة.
تحاول أن تكون..ثم تتفاجأ بمحدوديتك، وأطر محيطك، وطاقة ذهنك، وسعة روحك، وتقل الاحتمالات الممكنة وتتضاءل مع كل خطوة حتى تصل إلى احتمال واحد.. هذا الاحتمال هو أنت. تمنّي غير ما أنت عليه يشبه الترجل عن ذاتك.. التخلي عن الصاحب الأخير في سعي حثيث.