من هانت عليه نفسه فهي علي غيره أهون .. ومن أراد اكرامَ نفسه فليجعل حظَ الناس من نفسه علي قدر ارادتهم لها واكبارهم له .. فلا يعطي من نفسه إلا لمن طلبها بحق .. بقدر ما يطلبه منها .. وبقدر مايلقي فيها من الخير .. ولا يُنزل أحداً من نفسه إلا المنزلة التي أنزلها غيرُه إياها ... فلا يصحب إلا محبًا يحب صحبته .. ولا يجعل حديثه إلا عند من يشتهيه .. ولا نصائحه إلا لمن يحتاجها بحق .. ولا رأيه الا لمن يقدره ويفهمه .. فهو اذ يعرف قدر ماعنده يضنّ به أن يُجعَل بَذلةً لكل أحد .. أو يعرضه عرض البضاعة في الأسواق ... فإن الناس مجبولون على أن كل مبذولٍ مُهان ...
انه ذلك التأقلم الذي يختلس منك لذة السعادة او المتعة .. ذلك التعود الذي ينهش مشاعرك بالتدريج لتصبح ما انت عليه الآن .. انه ذلك الوقت الذي تتساوي عندك فيه كل المعايير بالرغم من تضادها .. تتعجب بكل صدق كيف تساوت .. كيف تساوت عندك مشاعر الفرحة والحزن معا كيف يكون استقبالك لهم بتلك الطريقة نفسها ..! هل هو زهد ..! ام اصبحت بلا مشاعر ..! لا أدري ...
حبيبتي التي هي ليست حبيبتي بدأت تمتغص من ألمي .. تنفر منه وتشمئز منه .. وكأنهُ قيء .. تقول لي .. لا شيء يستحق الحزن .. ابتهج كُن سعيدًا .. في النهاية جميعنا سنموت .. ولكن حبيبتي انا جثة ..! حبيبتي انا ميت .. ربما ترينني الأن أقف أمامك .. ولكني لستُ هناك .. ما ترينه هو مجرد لحم وعظم .. بلا روح .. لقد كنت ميتًا منذ الأزل .. خُلقت على تلك الشاكله بهذا الحزن البشع وهالتي السوداوية تلك .. لم أختر ما انا عليه .. لقد خلقت لتجسيده .. لأكونه .. ولقد حاولت .. أقسم لك حاولت بكل الطرق أن أكون شخصًا عاديًا .. شخصًا يُمكننه الشعور بالسعادة ولا تفوح منه رائحة الحزن من كل اتجاه .. ولكني مسخ .. لا أحب مجالسة الناس ولا أجد في رفقتهم أي راحة او سعادة .. لا أستلذ الأشياء بل أقوم بها كواجبات حتمية علي أن أقوم بها كي أكون على قيد الحياه .. لا أملك هواية غير الكتابة وذلك لأنها وسيلتي لإبعاد حبل المشنقة عن رقبتي .. ولا أحب تشابك الأيدي .. يدي ترتجف .. غالبًا ما أنزع يدي سريعًا مخبئًا اياها في جيوب معطفي .. كي لا يري رجفتي أحد ... لا أجيد التحدث بطلاقة كما الجميع .. في الحقيقة لا اعرف كيف أتحدث اطلاقًا .. حين أجالس الناس .. يتعطل عقلي عن العمل ولا استطيع تكويين موضع حوار بسيط او التفوه بكلمة ذات معني حقيقي .. أتفوه بالهراء .. ولستُ شديد الملاحظة أيضًا حين يتعلق الأمر بالملابس .. لن اعرف إن ابتضعتِ حذاءًا جديدًا واردتِ مني ان ألاحظه .. ولأنني كثير النسيان أيضًا .. قد أعيد لكِ الهراء نفسه الذي ظللتُ اتفوه به طوال مواعدنا الغرامي الجحيمي .. ولا أملك أيضًا أيًا مشاعر أعطيك اياها .. مشاعري كلها حزينة لن تروقك فكرة أن امنحك اياها .. ثقِ بي ... متوتر على الدوام بشكلٍ يجعل مجرد نزهه قصيرة معي أشبه بالتمشية في الجحيم .. لا أعرف كيف أقول كلامًا معسولًا .. فمي لا يتفوه إلا بالحقيقة الكامله بلا زيف او تغلييف .. جسدي نحيف لن تُشعرك ذراعاي بالأمان أبدًا .. وقلبي مضخه مياه ينبض بلا توقف .. حين يلتصق جسدينا ستفزعك نبضاته .. شخص روتيني يكره التغيير يخاف حتى من ظله .. لا يحب الخطط ولا المفاجأت .. ولن أشاطرك المشاعر ذاتها .. لا أعرف كيف أحب .. لا اعرف لونه او شكله او ماهيته .. ولكنهُ بالتأكيد لن يكون برفقتي ...
لدي هذه العادة الغريبة .. أن اتصور أصدقائي وكل من أحبهم يتخلون عني او يتجاهلونني لأنهُ ثمه من حل مكاني .. أو لأنني غير كافٍ على كافة الأصعدة .. اتخيل هذا كله ثم أتخلي واتجاهل واخسر الجميع في اثناء أنهم قد يكونوا لم يقترفوا أي خطأ ...
لقد إنتهت المرحلة التي كنت ألوم فيها عائلتي وأصدقائي والمجتمع والعالم ... أجل لقد بدأت أفهم أن الشخص الوحيد الذي يمكن أن ينقذني بعد الله هو أنا .. الشخص الوحيد الذي يمكنه كسري هو أنا .. الشخص الوحيد الذي يجب أن ألقي عليه اللوم هو أنا وليس شخصاً آخر غيري ... حياتي .. صحتي .. أفكاري .. مشاعري .. أفعالي .. قراراتي .. نجاحي وفشلي هي مسؤوليتي أنا ... العالم لا يدين لي بشيء فالعالم لا يهتم .. العالم ليس كله ضدي وليس كله معي .. العالم كان موجوداً قبل أن أولد وسيظل موجوداً بعد أن أموت العالم يستمر والوقت يمضي قدماَ .. إما أن أنجح أو أخسر .. إما أن أقاوم وأتحمل وأمضي قدما .. أو أفقد الأمل وأستسلم ... وفي كل الأحوال انا مسؤولُ عما حدث وعما يحدث وعما سيحدث لي ...
يحتاج الإنسان إلى ملاذٍ آمن .. إلى شخص يحكي له كم هو متعب .. كيف أنه عاجز عن المواصلة .. كيف أنه يخشى الاستسلام .. يحكي له فلا يلوم ضعفه .. ولا يعيره بلحظات وهنه .. بل يجده يؤمن به .. يؤمن أنه إنسان يسقط ويقف .. يضعف ويقوى .. إنسان بكل ما يتصف به الإنسان من نقص ... ولكن نقصه كإنسان لا ينقص من قدره في قلبه .. وذلك هو قمة الأمان في الملاذ ...
أبحث عن ذاتي في صمتي بعيدًا عن الضجيج ..من القسوة أن تعيش بجسدك وروحك تنتظرك .. فالروح تعشق السكينة .. تهرب من العبث .. تشفق من هرولة الجسد نحو العدم ...
فإذا سألتني عن أسلوب الاختيار الأمثل لشريك الحياة أجبتك بأن أفضل الاختيارات هو ما صادف هوى القلب ولم يتعارض مع أحكام العقل .. وأن ما يليه في الأفضلية هو اختيار العقل الذي لا يرفضه القلب أو يحتج عليه فيكون تربة صالحة لبذر بذور الحب ورعايتها حتى تتفتح أزهارها ... أما أسوأ الاختيارات فهو اختيار العقل الذي يرفضه القلب وينفر منه نفورًا راسخًا لا أمل في تغييره ... ثم اختيار القلب الذي يرفضه العقل فيجعل من صاحبه ساحة للصراع بين نداءين متعارضين .. ويحسمه العقل لصالحه في كثير من الأحيان بعد بعض السعادة وكثير من المعاناة ...
ما المرأة إلا الأفق الذي تشرق منه شمس السعادة على هذا الكون فتنير ظلمته .. والبريد الذي يحمل على يده نعمة الخالق إلى المخلوق .. والهواء المتردد الذي يهب الإنسان حياته وقوّته .. والمعراج الذي تعرج عليه النفوس من الملأ الأدنى إلى الملأ الأعلى .. والرسول الإلهي الذي يطالع المؤمن في وجهه جمال الكون وجلاله ...
التعبير عن المشاعر كالخوف والرعب أمر ضروري وطبيعي أثناء الأزمة .. كل مشاعر الحزن والألم التي نمر بها ونعايشها هي رد فعل طبيعي جدا لطالما حدث ... عبروا عن مشاعركم بحرية وشاركوها الآخرين ...