سر؛
ما رح أحاول كتير إنّي أرتّب اللي طالع من عقلي لإنّه عمليّة كتير متعبة، يعني إزا طلع معي أي شي فبكون منيح.
ما بعرف من متى وأنا هيك، وأنا بحسّ هيك، من زمان فقدت إحساسي وارتباطي بالوقت، بالزّمن يعني، بس غالبًا من أكتر سنة أو سنتين ما بعرف، أنا ملّانة، زهقانة، مش بالمعنى اللي ممكن يخطر ببال أيّ حدا، يعني مش الفكرة إنّي بحاجة أغيّر جوّ، أغيّر ناس، أغيّر نشاطات، أغيّر هوايات، لإنّه كل هاد عملته، ومع هيك الفجوة اللي حاسّيتها بروحي، وتقريبًا بقدر أحدد مكانها إنّها بوسط صدري لإنّي عم بشعر بوجودها ماديًّا مش بس مجاز، حاسّيتها عم تكبر أكتر وأكتر مع كل لحظة بتمرّ وكل مكان بروحه وكلّ حدا بكون حوليه.
كتير غريب وأهبل بنفس الوقت إنّي عم بحاول أشرح مشاعري بإنّي عم بنسبها لنفسي لذاتي وأنا فعليًّا وواقعيًّا ما بعرف شو أنا ومين أنا وشو بدي، ما عم بقدر شو ما حاولت إنّي أرتبط بنفسي، يعني أكون أنا أنا، وعارفة إنو هي أنا، أغلب الوقت أنا بحالة انفصال شنيع عن حالي، وعن ذكرياتي وعن المحيط والواقع اللي حوليّ، إزا بدّي أحكي عن ذكرياتي فأنا ما عندي ذكريات حقيقيّة، أو بالأحرى مو قادرة أميّز الذّكريات إزا حقيقة أو لأ، الأشياء اللي بحكي عنها ذكريات قاعدة ما بتتجاوز صور أو لقطات مشوّهة كتير ومغبشة، ما بتكفي حتى لتكمّل قصّة أو مشهد، وما عم بحكي عن الذّكريات البعيدة بس، بحكي عن كلّ شي عشته، حتى لو كان مبارح، مبارح بالنّسبة إلي بعيد، كتير بعيد وضبابي، كل شي حوليّ في بيني وبينه حاجز، مرّات كتير بحسّ إنّي بداخل شي زجاجي وعم بشوف كلّ شي من خلاله، ومرّات أكتر بحسّ كإنّه راسي بداخل كيس بلاستيك شفّاف، بيخنقني بتغلّب لأتنفّس وبنفس الوقت بتغلّب لأشوف النّاس والأشياء بوضوح، ما إلي سيطرة على حالي، جسدي كتير غريب عنّي، جسدي فارغ، مجوّف، كان زمان في إشي جواتي، كان زمان في دفا، ما بعرف متى وكيف راح وفضي كل شي من جوا، صار فاضي لدرجة أحيانًا بسمع صدى صوتي من داخلي لمّا بحكي، نفسي أحسّ بشي غير الخوف، دايمًا خايفة، أنا خايفة من لمّا كان عمري ١٣ سنة، بخاف من كل شي وأيّ شي، باخد أدوية بتعب، بترك الأدوية بتعب، بشرب بتعب بترك الشّرب، برجع بشرب، بدخّن بتعب، بترك التّدخين، برجع بدخّن، بأذي حالي، ببطّل، برجع، بضلّ أيّام بلا أكل، بعيش على الدّخان والعلكة، بتعب، برجع باكل طبيعي بتعب أكتر، ما بعرف جسدي شو بدّه، ولا حتّى عارفة عقلي شو بدّه كمان، بآمن، بكفر، بآمن، بكفر، مش قادرة ألاقي معنى واحد لحياتي، مش قادرة ألاقي سبب، مبرّر، غاية، ست سنوات وأنا براجع دكاترة عشان يساعدوني، وكلّ اللي استفدته إنهم بزيدولي كلّ مرّة تشخيص لحتّى بطّلت أعدّهم، كلّ مكان بكون فيه بحسّ إنّه لازم أكون بمكان تاني، بكون بالبيت بحسّ لازم أطلع، بطلع بروح لمكان بحسّ إنّه لازم أقوم، بكون بالشغل بستنى وقت أروّح عالبيت، بيجي الوقت وما بروّح، بستنى نهاية الأسبوع وبس تيجي نهاية الأسبوع بصير بستنّى تخلص، بكون قاعدة بحسّ لازم أوقف، بوقّف بحسّ لازم أمشي، بكون بالمكتب بنزل عالمحكمة وإزا رحت المحكمة بصير بدي أرجع عالمكتب، بطلّع ع الساعة خلال الدقيقة الوحدة أكتر من تلت مرّات، كإنّه دايمًا في وراي شي، كإنّي بستنى حدا، كإنّي لازم أكون بمكان بس أنا مو عارفة هاد المكان، تعبت من كلّ شي، هاد شعوري، تعبت، وأقصد بتعبت إنّي جسديًّا، فيزيائيًّا تعبت، ليش حاسّة إنّي قرّبت أغيب؟
ما بعرف من متى وأنا هيك، وأنا بحسّ هيك، من زمان فقدت إحساسي وارتباطي بالوقت، بالزّمن يعني، بس غالبًا من أكتر سنة أو سنتين ما بعرف، أنا ملّانة، زهقانة، مش بالمعنى اللي ممكن يخطر ببال أيّ حدا، يعني مش الفكرة إنّي بحاجة أغيّر جوّ، أغيّر ناس، أغيّر نشاطات، أغيّر هوايات، لإنّه كل هاد عملته، ومع هيك الفجوة اللي حاسّيتها بروحي، وتقريبًا بقدر أحدد مكانها إنّها بوسط صدري لإنّي عم بشعر بوجودها ماديًّا مش بس مجاز، حاسّيتها عم تكبر أكتر وأكتر مع كل لحظة بتمرّ وكل مكان بروحه وكلّ حدا بكون حوليه.
كتير غريب وأهبل بنفس الوقت إنّي عم بحاول أشرح مشاعري بإنّي عم بنسبها لنفسي لذاتي وأنا فعليًّا وواقعيًّا ما بعرف شو أنا ومين أنا وشو بدي، ما عم بقدر شو ما حاولت إنّي أرتبط بنفسي، يعني أكون أنا أنا، وعارفة إنو هي أنا، أغلب الوقت أنا بحالة انفصال شنيع عن حالي، وعن ذكرياتي وعن المحيط والواقع اللي حوليّ، إزا بدّي أحكي عن ذكرياتي فأنا ما عندي ذكريات حقيقيّة، أو بالأحرى مو قادرة أميّز الذّكريات إزا حقيقة أو لأ، الأشياء اللي بحكي عنها ذكريات قاعدة ما بتتجاوز صور أو لقطات مشوّهة كتير ومغبشة، ما بتكفي حتى لتكمّل قصّة أو مشهد، وما عم بحكي عن الذّكريات البعيدة بس، بحكي عن كلّ شي عشته، حتى لو كان مبارح، مبارح بالنّسبة إلي بعيد، كتير بعيد وضبابي، كل شي حوليّ في بيني وبينه حاجز، مرّات كتير بحسّ إنّي بداخل شي زجاجي وعم بشوف كلّ شي من خلاله، ومرّات أكتر بحسّ كإنّه راسي بداخل كيس بلاستيك شفّاف، بيخنقني بتغلّب لأتنفّس وبنفس الوقت بتغلّب لأشوف النّاس والأشياء بوضوح، ما إلي سيطرة على حالي، جسدي كتير غريب عنّي، جسدي فارغ، مجوّف، كان زمان في إشي جواتي، كان زمان في دفا، ما بعرف متى وكيف راح وفضي كل شي من جوا، صار فاضي لدرجة أحيانًا بسمع صدى صوتي من داخلي لمّا بحكي، نفسي أحسّ بشي غير الخوف، دايمًا خايفة، أنا خايفة من لمّا كان عمري ١٣ سنة، بخاف من كل شي وأيّ شي، باخد أدوية بتعب، بترك الأدوية بتعب، بشرب بتعب بترك الشّرب، برجع بشرب، بدخّن بتعب، بترك التّدخين، برجع بدخّن، بأذي حالي، ببطّل، برجع، بضلّ أيّام بلا أكل، بعيش على الدّخان والعلكة، بتعب، برجع باكل طبيعي بتعب أكتر، ما بعرف جسدي شو بدّه، ولا حتّى عارفة عقلي شو بدّه كمان، بآمن، بكفر، بآمن، بكفر، مش قادرة ألاقي معنى واحد لحياتي، مش قادرة ألاقي سبب، مبرّر، غاية، ست سنوات وأنا براجع دكاترة عشان يساعدوني، وكلّ اللي استفدته إنهم بزيدولي كلّ مرّة تشخيص لحتّى بطّلت أعدّهم، كلّ مكان بكون فيه بحسّ إنّه لازم أكون بمكان تاني، بكون بالبيت بحسّ لازم أطلع، بطلع بروح لمكان بحسّ إنّه لازم أقوم، بكون بالشغل بستنى وقت أروّح عالبيت، بيجي الوقت وما بروّح، بستنى نهاية الأسبوع وبس تيجي نهاية الأسبوع بصير بستنّى تخلص، بكون قاعدة بحسّ لازم أوقف، بوقّف بحسّ لازم أمشي، بكون بالمكتب بنزل عالمحكمة وإزا رحت المحكمة بصير بدي أرجع عالمكتب، بطلّع ع الساعة خلال الدقيقة الوحدة أكتر من تلت مرّات، كإنّه دايمًا في وراي شي، كإنّي بستنى حدا، كإنّي لازم أكون بمكان بس أنا مو عارفة هاد المكان، تعبت من كلّ شي، هاد شعوري، تعبت، وأقصد بتعبت إنّي جسديًّا، فيزيائيًّا تعبت، ليش حاسّة إنّي قرّبت أغيب؟