بل خذي هذا الموقف: بعد انتصار المسلمين في غزوة بدر الكبرى عاد الجيش الإسلامي إلى المدينة؛ فخرجوا أهل المدينة للتهنئة والاستقبال فقال لهم سلمة بن سلامة: ما الذي تهنئوننا به؟ فوالله إن لقينا إلا عجائز صلعًا كالبدن، فتبّسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"يا ابن أخي أولئك الملأ". :).
صديقتي لا تتركيني لنفسي، قوّميني لا تخذليني؛ فرُبَّ كلمةٍ نطق بها لسانك أحدَثت بقلبي ثباتًا كالوتد، ورُبَّ نظرةٍ من عينيكِ كانت كالسهم سدادًا على موضع الخبث، كوني لي دائمًا كالمرآة ناصعة لي ناصحة..
ثمة نكارة واضحة في القصة وهي قوله: (فلو تساوت الذنوب انتصروا علينا بالعدة والعتاد). وهذا منكر من القول يُنزَّهُ عن مثله عمر رضي الله عنه إذ من المعلوم أن ذنوب المؤمنين مهما كَبُرَت لا تساوي ذنوب المشركين! نعم لو وقع المؤمن في الشرك الأكبر ووقع عليه الشرك الأكبر عند ذلك لا يكون مؤمنًا بل مشركًا وهذا ليس داخلٌ في كلام عمر المنسوب إليه زورًا؛ لأن السياق عن حرب بين المؤمنين والمشركين! فهو يتكلم عن مؤمنين يحاربون مؤمنين وليس كافرين يحاربون كافرين، والله أعلم. http://la-tnshor.blogspot.com/2014/06/blog-post_5.html?m=1
أي إخوتي، ألا تسألون عن أخباري بعد هذا الغياب؟ فما كنتم لدي إذ أمشي في المسيرة، مسيرة الخيبة أسميّها، أتثاقل فيها خطواتي وكأنّي أجرُّ معي عمري الطويل! كلما أخذوا يباركُون لي أخذتُ أتجاوب معهم بإبتسامة منطفئة وكلمة خامدة، وإنّي لمطأطئ رأسي: أن بارك الله فيكم، أن بارك الله فيكم. خيبة! إنّها والله لخيبة! أنا لا أُريد شهادة أرتع بها في الدنيا، أسرح بها وأمرح من مجالٍ إلى مجال، أنا أُريد شهادة بدمٍ ومسك، شهادة أبيع بها كل هذه الدنيا وأشتري الله والآخرة، وذلك التخرّج الأعظم.
قد تأتي منكرًا نتيجة غلبة شهوة، وقوّة الطبيعة، ولا يزال فُؤادك واجفًا ممَّا جنيت؛ حتّى إذا أتيت ربّك غفرَ لك ما سلف لما اطَّلع عليه من تقنّعٍ وحياءٍ خالج الفعل. فاحذر أن تحجب بعض دواعي المغفرة بإثقال كاهلك بسيئة جارية تُقرن بها الأولى فتأتي يوم القيامة مع: (وليَحمِلُنَّ أثقالَهُم وأثقالًا مع أثقَالِهِم)، فإنَّ السُؤال يومئذ كؤود كؤود!
والله إنَّ العين لتدمع حينما ترى طفل كهذا يبكي متأثرًا بالقُرآن. يَقُول أبو حامد الغزالي: الصبي أمانة عند والديه، وقلبهُ الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة، خالية عن كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه؛ فإن عُوِّد الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركهُ في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عُوِّد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، ومهما أهمل في ابتداء نشئوه خرج على الأغلب رديء الأخلاق، كذابًا حسودًا سروقًا نمامًا لحوحًا، ذا فضول وضحك وكياد ومجانة، وإنّما يحفظ عن جميع ذلك بحسن التأديب.https://youtu.be/aHrvVMdh9W0
"فإنَّ الإنسان إذا كان لا يحضر حلقات العلم، ولا يسمع الخطب، ولا يعتني بما ينقل عن أهل العلم؛ فإنّهُ تزداد غفلته، وربما يقسو قلبه حتى يطبع عليه ويختم عليه فيَكُون من الغافلين".
أنت بين إصبعين من أصابع الرحمَن، كيف لك أن لا تخشع؟ ألا ترى ذلك الجبل الذي هُوَ بين الجبال لو أُنزل عليه القُرآن لرأيتَهُ خاشعًا متصدِّعًا من خشية الله؟ يا ليتك كنت صخرًا خاشعًا ولم تكن قلبًا غافلًا.
عند قولكم "شخصيّة تاريخيّة ذات أثر" ذكرت الفاروق رضي الله عنه، وعندما ذكرته تذكّرت عبدالملك بن مروان الذي كان ينهى عن قراءة سيرته وتذاكرها، يَقُول عنها: مرارة للأمراء، مفسدة للرعيّة! رضي الله عن عُمَر، ومَن سار على درب عُمَر.
سلي الله الثبات دومًا يا صَديقتي ، واذكرِي قلبي معكِ بالدّعاء :"
فالعبرةُ بالثّبات على هذَا الطّريق "(
سبحان الله، ذكّرتني كلماتكِ هذه بما كنت أقُول قبل أيّام، قلت: لا تحرص كل الحرص على أن تجعل كل دعواتك لهم بالهداية في حين تغفل عن نفسك بأن تدعو لها بالثبات! وصدقتِ، كما أنَّ العبرة في الثبات على هذا الطريق كما أنَّ العبرة في الصدق فيه لا في السبق عليه. رسّخ الله الإيمان والتوحيد في قلبي وقلبكِ صديقتي، وثبّتهما، آمين آمين.
هههههه
أسعدك الله ياغالية ??
كيف حالك ،،
أشتقت لك كثيراً ?
أهلًا ومرحبًا بالأصدقاء الأوفياء. آنس الله قلبكِ به، وحفظكِ وتوّلاكِ. أمّا حالي يا أخيّتي فهُوَ كحالكِ الذي ينطقُ أسًى وحُزنًا على ذهاب خيرةِ شباب الأُمَّة بسبب الظُّلم والعُدوان على أُمَّة الإسلام، كذلك الحال يشكو كلمّا تذكّر هذه الأُمَّة المنكوبة، التي ترك شبابها -إلا من رحم ربّي- حوافر العاديات، وأصبحُوا يتراقصون تحت أرجل المغنيّات! لا تسألي عن حالي المكلوم؛ لكن أخبرني كيف حالكِ أنتِ؟ جمعني الله بكِ في أعالي الجنان، آمين.