وددتُ لو احتضنتُ كل إنسانٍ أغضبتُه أثناء عصبيَّتي، أو ربما جرحته في وقت انفعالي، أو شعُرَ من ناحيتي بأي ظلمٍ كان، أو أحسَّ الخِذلان مني في موقفٍ ولو كان عابرا، كم وددتُ لو اعتذرتُ له حتى يطمئن ويرضى؛ أوضِّح له أنني -أبدًا- لم أكن أقصد، وأقبِّل رأسه وإن لم يوافق، أبيِّن له أنني لستُ سيئًا بتلك الصورة التي أخذها عني؛ وأني صادقٌ في كل مشاعري وأن كل شيء معه حقيقيٌّ من قلبي، كم وددتُ أن يسامحني مَن لا أستطيع إليه بالاعتذار وصولًا، ولا يبلغ جهدي لرد دينه طولًا، ولا تسعفني الظروف كي أطوي المسافات لأسمع منه: اذهب قد عفوتُ عنك.
من أسوأ المشاعر التى تمر بها أن تكون قلقاً بشأن كُل شىء ، بشأن قلبك وبشأن أسرتك ، بشأن عملك ومستقبلك ، بشكل علاقاتك هل ستظل مستمرة أم أن الظروف والمجتمع سيتلفها ، أن تكون قلقاً حتى لأتفه الأشياء فى حياتك وبشأن أشخاص تكاد معرفتك بهم تنحصر فى إلقاء السلام فقط . القلق يُميتنا ونحن على قيد الحياة ورغم ذلك نُمارسه غصباً عنا وكأنه أصبح جُزءاً من حياتنا. الله للذين يقلقون ، الله للذين يأكل قلوبهم القلق والخوف وتأنيب الضمير.
"عاهدت نفسي أن أُغير بعضًا من أطباعي، أن أصمت أكثر مثلاً، أن لا أبادر بالسؤال دائمًا ولا أبرر لغيابي .. أن أوسع للعزلة مكانًا أكبر، أن أقلل من العلاقات والتكلف، أن أظهر بشكل سعيد دائمًا مهما اشتعلت الحرائق في صدري."