كلما جرفتني الحياة بعيدا عن متابعة الأخبار ثم عاودت النظر فيها، كلما صغُرت نفسي في عيني...
الآلاف من مشاهد الدماء التي تراق يوميا تطاردني كلما أفقت من مشاغلي..
أعود في كل مرة إلى تلك المشاهد مُطرِقًا، يثقلني الهم، ويلجمني العجز..
ضاقت بنا الحيل يا رب، وأنت مولانا وحسبنا ونعم الوكيل
والله إن هذا العالم لا يصلح له إلا حد السيف الذي طالما استخدموه شبهة لبّسوا بها على الناس.
عند وجود معنى لحياتهم يعيشون لأجله.
قال صديق لي في العمل مرة متهكمًا على وضع العمل في مصر : " إحنا سلايv".
في البداية اعتقدت أنه جمع slave التي جمعها slaves ،،اعتقدت أنه جمعها إلى "سلايv".
صديقي كان أبلغ مما اعتقدت، لأنه قصد ب "سلايv" أنها جمع sleeve ،وهي قطعة اسطوانية من معدن قليل القيمة توضع على معدن آخر غالي القيمة، ثم عندما تتآكل تُرمى وتُستَبدل بغيرها.
ف "سلايv" معبرة جدا جدا أكثر من slave s.
لن تُذكر إلا الأعمال.
تذكرتُ صديقا لي في العمل كان قد تركه،، ما أتت سيرته إلا وحن الجميع لأيامه..
أحببته في الله، وكان قد استقبلني في أول أيام عملي بالطمأنة والإجابة برحابة عن كل أسألتي.
فيه سلسلة الوابل الصيب بشرح الشيخ سمير مصطفى، وفيه حلقة اسمها الشكر، جميلة جدا.
أعتقد الإجابة هناك مستفيضة.
أبيات من قصيدة لا أراها تنطبق في هذا الزمن إلا على رجال المقاومة.
الأول :
يتزيّنُ النادي بحسن وجوههم
كتزيُّن الهالات بالأقمار
يتعطفون على المجاور فيهم
بالمُنفسات تعطف الآظار
أُسْدٌ ولكن يؤثرون بزادهم
والأسْدُ ليس تدين بالإيثار
مما عُلِم عقلا وتجربة ، أن الأمور المهمة الغير قابلة لإعادتها مرة أخرى بغرض الحصول على نتيجة أفضل، يجب أن يتحرى فيها الإنسان الحرص والدقة..
فإذا كان ذلك يسري على أمور الدنيا فسريانه على تعامل الإنسان مع وجوده الدنيوي ككل وسعيه فيها أولى.
فحياته الدنيوية واحدة ،ومن بعد هذه الحياة أمر مصيري، الإنسان فيه غير قابل للعودة وإصلاحه؛ فكان من باب أولى أن يتحرى الحرص والدقة في حياته الدنيوية لئلا يفسد هذه الحياة التي بعدها.
مثالان واضحان للعيان، بعيدان عن المنظرين والمثبطين، يعملان في صمت بدون تويتات متفلسفة أو بوستات من قعر العمق :
-أحدها المقاومة، وإثخانها الضرب في الأعداء، وعدم التنازل ولو قليلا عن الحق، ونبرة الاستعلاء بالحق التي في كل خطاباتها رغم البلايا التي ألمّت بالناس، ورغم المثبطين والخونة الذين يتربصون
-ثانيها الذين رأوا أن ليس لهم سلاحا فيحملونه، والذين حالت بينهم وبين إخوانهم حدود التراب أن ينصروهم بأنفسهم، فلزِموا ثغرهم، لا يملكون إلا العكوف على هذا الثغر ما دامت أنفاسهم تجري، تتوق أنفسهم لفعل شيء لإخوانهم، ويرون أنها حرب ممتدة ليست آخرها الطوفان، فيعدون العدة لمعارك قد يستنى لهم أن ينخرطوا فيها بأنفسهم أو أن يكونوا ذرة أسهمت في صناعة بارودة أحدهم.
+ 1 💬 message
read all
خان يونس