كيف لي أن أشرح لك بأنني متعبة من الطريق ، والناس ، والأحلام ، وترددي ، وقلة حيلتي ، متعبة أيضا من الغد وهو لم يأتي بعد ، ومن الأمس وهو منته ، ومن الأيام ، والوعود ، والصبر ، وطولة البال ، ومن التعقل والتأني ، والغضب بدون أن تشعر بأنني حقا لا أبالغ !
أيُّ قلبٍ من المفترضِ أن نحملَ نحنُ الحسَّاسين، ذوي الشُّعور المفرِط والدَّمع السَّريع، الذين تُبكينا الصَّغيرة قبل الكبيرة، ونحملُ ألف شخصيَّةٍ في جسدٍ واحد، من سيتقبَّل مزاجيَّتنا المتعِبة، من سيكون فداءً لحُزننا، مَن سيكون ؟!!
" أخشى أن أُساوى، أن تُقدم لي أشياء تُعطى للجميع، أن تُقال لي كلمات تُكرّر مع غيري، أن يكون وجودي من الكماليات لا حدثاً مفصلياً .. أن يُصبح الحديث مجرد واجب والمُبادرة تبرئةً من عتب، ويكون الحضور باهتاً كوجوه الموتى بارداً كأيديهم، تضمحل عنه حرارة الحياة ووهج اللهفة. أخاف الأيدي المُنافقة، الابتسامات الزائفة ... أن أتعامل مع الأقنعة لا الوجوه، المظاهر لا القلوب ... أن تَصفرّ الثقة كأوراق الخريف وتتساقط أمام ريحٍ عابرة. نُطارد الروتين كشبحٍ يؤرق مضجع قلوبنا، كلما حاولنا الامساك به اختفى، وحين نتجاهله يُباغت غفوة سلامنا لِيوقظ القلق. يُفزعني ذبول الورود في صدري، يُخيفني موتها لأنّني أعلم أنها لن تعود للحياة مجدداً وأنّها لن تطلب سُقيا ... لذا تجد علاقاتي قليلة، ودائرة معارفي ضيقة وتضيق ... لأن قلباً زُجاجياً أحملهُ لا يحتمل خذلاناً أو خيبةَ صديق.💙" #رنيم_قصاب
" أكثر ماتُحبه بنفسها قدرتها على الانسحاب، تمتلك تلك المهارة التي تجعل ملامحها تتكاتف لِتُظهر عكس ماتشعر به... كان قلبها رشيقاً يمكنه ارتداء ثوب المُكابرة الضيّق وتنانير البُعد الكلاسيكية والجري بدروب التخلّي دون أن يلهث تعباً، لطالما درّبَته على رياضة الوحدة وتمارين الخُذلان القاسية لِيُحافظ على لياقته مهما التهم وجبات تَعلُّقٍ دسمة لا تُصبه بدانة الحُب ولا ترهُلات الذُلِ." 💙 #رنيم_قصاب