"يدفعُني الشوقُ دائمًا للمرحلةِ الثانويّة.. هذه السنواتُ مابين نهايةِ الطفولةِ و بدايةِ النُضجِ..أتذكرُ أيامَ المدرسةِ و الاستيقاظَ باكرًا، زيَّ المدرسةِ الذي كُنا نُكرَه عليه، وقفةَ الطابورِ الطويلةِ، و صوتَ الإذاعةِ الشجيَّ، صديقي وهو يقولُ: الحصة الأولى ستكونُ لمن!وقتَ الفسحةِ و اختلاط الفتيان من كل الفصولِ ببعضهم فلا نميّزُ بعضنا إلا عند دقِّ الجرسِ. إرهاقَ الحصةِ الأخيرةِ، و الحنينَ للحظةِ المُغادرةِ!لقد غادرنا لكن هذه المرة كان نهائيًا؛ وغادرنا فيها صداقاتٍ قويةً، و أحاديثَ كثيرةً، و مُراهقةً مَرحةً و جزءًا كبيرًا من أنفسنا..ليت عهدُ الأُنسِ لم يمضِ، وليتني لم أغادرْ..🖤🦋
في بعض الأحيان، أعتقد، يمكنكَ أن تنظر إلى شخص ما و تعرف أن عينيه مليئتان بالكلمات، ربما كانت الكلمات محتبسةً بسبب الألم أو الخصوصية، أو ربما كانت تلك مجرد ذريعة، ربما كانت هنالك كلمات ذوات حافات حادة كالسكاكين تنتظر سحب الدم.🖤🦋
إنما غايةُ ما يحتاجُ إليه الإنسان في هذه الدنيا أن يكون مُطمئنًا و أن تهدأ روحُه و تسكن من وحشتها، فإذا اطمأنّ كان منه أجملُ ما فيه، و إذا اطمأنّ كان لك فوقَ ما تريد.. فإذا أحبّ أحدكم أحدًا فليطمْئنه، بل فليكن غايةَ مُراده أن يُطمئنه.🖤🦋
تستوقفني التَّفاصيل دائمًا، في كل مكانٍ أجدني أراقب دائمًا، الطريقة التي ينظر بها أحدهم إلى الآخر، ونبرة الصَّوت التي خرجت بها الكلمة، رجفة الأيادي، وتحسُّس كوب القهوة قبل الإمساك به، التَّفاصيل ليست أشياء عابرة بالنِّسبة لي، التَّفاصيل حياة 🖤🦋
العمر أقصر من أن تقضيه في تبرير مواقفك، لا يسع أي ادعاء زائف، ولا يتحمل المزيد من القمع والكتمان، حرر نفسك من سجن الناس. أنت حين تشرح مواقفك لأي أحد؛ فأنت تضع نفسك في موضع الدفاع أمام شخص لايحق له الخوض في نقاش يخصك. وحين تسعى لأن تكون بطلًا بالادعاء؛ فترسم صورة مثالية عنك في أعينهم؛ فأنت تخسر نفسك لأجل آخرين لا يعنيهم من أمرك شيء. ليس المهم يا صديقي أن تحيا حياة طويلة، بل أن تحيا حياة صادقة، تتصالح فيها مع عيوبك وأخطائك وتتقبلها، فالخطأ هو ما يجعلنا بشرًا كاملين. وليس مطلوبا منا نفي الخطأ عن طببعتنا لانه جزء منا بلا شك، كل ما في الأمر أن نحاول تصحيحه بقدر الاستطاعة. لا يهم أن تكون بطلا في أعين الناس، المهم أن تكون بطلًا أمام نفسك؛ كل ما يُشكل ضغط، ويسحب الراحة، ويُضخم مشاعر التوتر والانزعاج لديك؛ اسمح له بالذهاب دون أي عودة.🖤🦋