كيف هي الليالي في الصيف؟ أليست فقيرة من المشاعر؟ مزدحمة بضجيج التبريد الذي يعبث بالصدور، فيجردها من الذكريات الجميلة؟
أوافق هذا السؤال، إلا عن ضجيج التبريد! إنهُ أجمل موسيقى في هذِه الأيام والليالي الحارّة، وفي غرفتي مُكيّف قديم، لكنه يُثلّج الجوّ -تبارك الله- رُكِب خصيصًا لأجلي، ولا يستطيع أحدٌ الصمود عنده، ما إن يزأرُ صوته مُرتفعًا إلا وَيهتِفُ قلبِي: مَرحَى! ؛ كونِي لا أستطيع العيش إلا في مكانٍ بارد، وباردٍ جدًا، كأني لم أُخلق في قلبِ الصحَراء الحارّة، وكأنِي لم أعش عُمري كَامِلًا فيها!