كانت تلك أول مرة سمعت فيها اسمكِ.. سمعته وأنا في لحظة نزيف بين الموت والحياة، فتعلقت في غيبوبتي بحروفه، كما يتعلق محموم في لحظة هذيان بكلمة.. كما يتعلق رسول بوصية يخاف أن تضيع منه.. كما يتعلق غريب بحبال الحلم. بين ألف الألم وميم المتعة كان اسمك. تشطره حاء الحرقة.. ولام التحذير.
“حتى الكلمات تتطلب منه إعادة نظر: الوطن الشهيد القتيل الضحية الجيش الحقيقة الإرهاب الإسلام الجهاد الثورة المؤامرة الكفار: أتعبته اللغة. أثقلته.يريد هواء نظيفا لا لغة فيه. لا فصحى و لافصاحة و لا مزايدات. كلمات عادية، لا تنتهي بفتحة أو ضمة أو كسرة.. بل بسكون. يريد الصمت.”
ليت أصوات من نحب تباع في الصيدليات لكي نشتريه لأننا نحتاج إلى أصواتهم لكي نعيش ونحتاج أن نتناوله ثلاث مرات قبل الطعام وقبل النوم ومرة عندما يهجم علينا الفرح أو الحزن فجأةًً فلا نتذكر سواهم
هميم 🌠 - “إنّها إحدى المرّات القليلة التي تمنّى فيها لو استطاع البكاء ، لكن رجل باذخ الألم لا يبكي . لفرط غيرته على دموعه ، اعتاد الاحتفاظ بها . وهكذا، غدا كائنًا بحريًّا ، من ملح ومال .”