لها في القلبِ عُمـراً ساكِناً
فما بالشِّعرِ صرتُ مُهتدياً
ولا لغيرها للإعجابِ راضياً
والغيـمُ بها حبـراً أراهُ راوياً
بِها النِّعمُ وأنا إليها داعــياً
والعينُ بتأمُلِها صرتُ كاتِباً
حتى تمرُ إليَّ سحاباً ماطراً
فلا شمساً ونـورها ساطعاً
ماعاد لي ظلـن ولا دار
ولا عاد في شبابي قوام
وما تغير حاسدٍ بالعيب
حتى يرى عجـاج ولـوام
فيها قل شاني ولا قويت
وفيها ركاز الروح والدوام
راقصت ود العطايا وما كفت
ولباسها ثوب الربيع واحسنت
للزهر تشكي عن ثوبن ما فرح
وفيها يميـل الـورد ولا ارتـوت
أبدتْ وجههَـا قمـرَاً تبـاينا
مِلءُ النَّواظِرِ للعيـنِ تزيَّنـا
تطلَّعت وكأنها عِطراً تناثرا
أرضى وزادي إليها شفـانيا
+ 1 💬 message
read all
أنوَرَ وجهُكِ والعينُ لها ترجِفُ
ضيـاءُ الشَّمسِ فيكِ لا نُبدِلُـه
لازال القصيـدُ بذكرهـا يتزيَّـنُ
ولها الإسرافُ بالشِّعر لا نُميتُه
شَممْتُ الورد إذ بدى اللَّيلُ
فتثبَّت القلبُ وهزَّني ذكرُها
بِها تكسَّرَ الضِّلعُ شوقـاً كأنَّهُ
كنجمِ الشَّمسِ أحرَق خدَّها
ميعادُ شوقي إليها قد حانَ
سـلامٌ عليهـا فقلبي لديـها
منها قسوتُ إلماماً سألقاهُ
ورعشُ القلبِ حلَّ للُقياها
إن البدايات في الهوى مُدلَّلةً
والله يعلمُ للقلب كيف نصبِرُ
علمتُ حبيباً من طبعِه الفرحُ
فجُنَّ عقلي وساعدي لهُ ننظرُ
أراكِ للمنامِ حِلمٌ أُلبِسَ حلاهُ
فلاقَتْ الرُوحُ مدداً بِها التّمامِ
كم صِحتُ من لهفةٍ للأشواقِ
وراجٍ لقـاكِ حتى كسر العظامِ
يا راوية فيك البداوة زاهده
جيتك عوض ماجيتك عظام
جمّل الله لحظتـن في لقاك
والله العالم ما نراك الغمام
التقينا والصدفـة في الزحام
وسائلن فيك أحاديث المنام