لا نتكلم عادة مع غير المقربين عن الأيام المظلمة في حياتنا وكيف نجونا، ربما لخصوصيتها التي تجعل منها صعبة البوح. لقد مرّت بي أكثر من ظلمة في حياتي، وابتلعني أكثر من حوت، وأتذكر كيف أنني، ودون بلاغة الدعاء: نجوت. هكذا، بلا حول لي ولا قوة، وبلا توبة أعلنتها في حينه لحاجة تقضى، ولا لصلاة حاجة في جوف ليل، لقد منّ علي الله بالمجان، دون أن أسأله -منعني الخوف- ودون أن أشرط عليه -سبحانه- شروطي. ثم منّ علي بذكريات شفيفة أستطيع أن أمر بها وقتما أشاء وأنا في مأمن عن كل ما فات واضعًا ساقًا على ساق، رغم الرهاب الذي صاحبني أيامها العجاف، وزودني بالخبرة التي اكتسبتها في محنتي، وبقوة خضراء تنمو -مع كل مِحنة أجتازها- مثل الفسائل في ساق النخيل.لقد كان الله رحيمًا معي أكثر مما أستحق، ولو كان هذا الدَّين لغير الله لأرقني، ولكنه الله، يغدق حين نقترب، يغدق حين نبتعد، ويعلم أن كل المسافات عنه وإليه مجاز. ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ)
في نصيحة بحُطها جوّا قلبي وبمشي فيها كُل عُمري : " اختاروا ناس على مقاسكم، نفس الطيبة ونفس الحنيَّة.. ولا تتحمَّلوا ما لا يُطاق عشان تسير القافلة، الحياة تُعاش مرَّة وحدة؛ فخلِّيها تكون مع الأشخاص الصَّح "
تُصبحون على شعور هذه الجملة أحبتي
"يا ملائكتي اقضُوا حاجة عبدي الليلة فقد غلب يقينه قدري