لقد كنت بين يدَيّ الله !عندما اجتاحني الحزن في تلك الليلة ، كان حزناً غريباً لم أشعر بقوّة الحزن هكذا من قبل. كنت أتمزّق وجعاً ، أتمزّق تمزيقاً وكأنّ آلاف الكلاب الضالة تقوم بنهشي ببطءٍ، أشعر بروحي تتفاقم . وفجأة ، وقفت على قدميّ مستقيماً وإذ بي لا إراديّا أرفع يديّ الى الأعلى ثمّ " الله أكبر " . بدأت بصلاة دون أن أشعر كيف تمّ ذلك ، أتممت قراءة سورة الفاتحة وأنا أتمزّق وجعاً ودموعي تهطل كالمطر -متعب جدا- تليها سورة الكوثر ، ثم انحنيت ، فسجدت ، ثم وقفت مستقيما، قرأت سورة الفاتحة على عجلة أريد أن أسجد ، أقسم أني مع كلّ سجدة كنت أسجدها كنت أشعر أن ما كان بداخلي يسقط مني رويدا رويدا ، أسجد مرّة ومرّتين ثمّ أسجد ثمّ أسجد ثمّ أسجد ... حتى آخر سجدة . تلك السجدة التي كنت فيها مليء بالاستغراب ، أنفي وجبيني على الأرض ، خفيف الوزن وخفيف القلب ، لا شيء هناك بداخلي ، أشعر بشعور غريب جدا ، وكأنني محقّق حلما لي كنت أحلم به منذ عشرين عاما ، يا لتلك السجدة! .. رفعت رأسي وبدأت بقراءة الصلاة الابراهيميّة ، فابتسمت ... ابتسمت لا إراديّا ، أتممت الصلاة ، دون أن يقول لي أحد صلِّ ، أو حتى دون أن أقول لنفسي صلِّ. ما حدث في تلك الليلة كان مفاجئا جدا ، شعرت وكأنّ الله بعث لي ملاكا واساني في حزني وأمسك بي الى أن أصبحت بين يديّ الله ... حتى أختفى ذلك الحزن !#لقد_سقط_مني_حزني_في_السجود !💙