بدأت أخافُ من نفسي ، أخافُ مما أكتب ومما أدوّن ، أخاف من كلماتي ، من أن أضع الرصاص في الجُمل لأطلقها يومًا على ذاتي ، فما يُكتب في ذاكرتي لا يموت ، بل يُخلّد ، يستمرّ ، يتضاعفُ حجمُ ألمه ، يُسقِط ، ولذلك بدأتُ أخشى من سيطرةِ الكلمات ، من احتشاد الأوراق ، من فضولي اللعين لقراءتها بعد مرور السنوات ، بدأتُ أُخفي العبارات تحت سقف المسؤولية ، والحزن لم يعد يشكّل في دفاتري أيةَ قضية ، فالخوف غابَ والألمُ غاب والحزن غاب ، ولكنّ القديم ما زال مخبئًا في دفاتري بين الثياب .
احيانًا أرغب في الهروب بعيدًا عن فوضى هذا العالم بعيدًا عن الناس وما يأتي منهم ، بعيدًا عن نفسي التي ما عدت أعرف ما تريد ، أهرب بعيدًا عن الماضي، لكن المرعب ليس فكره الهروب بل لا يوجد ملجأ 💔
نعم تغيّرنا كثيراً : حين رأيناهم يستبيحون أدمعنا و يتراقصون على أنقاض خيباتنا ، و يرتشفون كؤوس خذلاننا بابتسامة ساخرة ... نعم تغيرنا كثيراً : حين استَنشَقنا على ثيابهم رائحة الغدر و الخيانة ، حين وجدناهم يراهنون الزمن على كسرِنا حين وجدنا في حبهم تعاسة و حزناً تشيب به طفولة أرواحنا اليانعة ... نعم تغيرنا كثيراً : حين شعرنا أنّ قلوبنا تفطّرَت خطواتها على رفوف الإنتظار و لم يُبالوا أبداً بنا ... نعم تغيرنا و لسنا نادمين ... كنا و كانوا وانتهَينا و تلاشى الحنين..!!
كل الظروف قابلة للتخلي إن لم ترضيك ، كل العلاقات دون استثناء قابلة للتخلي إن لم تؤنسك ، كل الأعمال والفرص قابلة للتبديل إن لم تسعدك ، نعم ! كل شيء قابل للتبديل إن لم يرفعك.
بتزعل مرة و مرتين و تلاتة و بكل مرة جديدة رح تخف قوة زعلك عن يلي قبلها ، و رح يتحول زعلك لأمر عادي ، بتتعذب كتير بالمرات الأولى ، و رح تتأثر كتير بس عالتكرار رح تنسى كل شعور صعب مريت فيه ، بيكفي يكون عندك شوية وعي لكل قصة بتصير معك ، تكون بتعرف كيف تتجاوز أي شي بطريقة تريحك 🖤!