في الطبِّ الشَّرعي ، عندما يتمُّ فحصُ الإنسانِ الذي ماتَ بسببِ نزيفٍ حادٍّ نتيجةَ طعنةِ سكّين على سبيلِ المثال ، نجدُ غلافَ القلبِ مجروحاً أيضاً ، ويُخرج الدّم ، السَّببُ غريبٌ جداً ، فعندما يشارف الإنسانُ على الموت ، في تلك الحالةِ و في آخرِ لحظاتِ حياتِه ، و لم يبقَ في القلبِ غيرَ القليلِ من الدَّم ، يقومُ القلبُ بالانقباض بقوَّةٍ شديدةٍ لأجلِ أن يخرجَ الدَّمُ إلى الدِّماغِ في محاولةٍ يائسةٍ منه لإنقاذِه ، و من شدّةِ الانقباض يقومُ بإيذاء نفسه. الذي يحدثُ مشابهٌ لما يحدثُ معنا في حياتِنا الواقعيَّةِ كثيراً ، نجرحُ قلوبَنا و ندوسُ على عواطفِنا في سبيلِ إرضاءِ عقولِنا ، و مثلما يموتُ الإنسانُ في عالمِ الطِّبِّ لأجلِ المحاولةِ البائسة ، نموتُ أحياناً إنسانيّاً ونفسيّاً عندما نقرِّرُ أن ندوسَ على القلبِ في سبيلِ ما نظنُّ أنَّه العقلُ والمنطقُ والحكمة.