-
منذ مدة وأنا يراودني السؤال ذاته : كيف تعلمت هذا السبات العميق ؟! ، كيف لم أخرج يوم عن شعوري وأبكي ؟ أبكي هذا التكرار ، المنفى ، النوم الطويل ؟ يبدو أن الأيام جعلت من اللامبالاة جزء مني حتى لم أعد أغضب لتجمد شعوري تجاه الأشياء ، أخشى ذات يوم أن أصبح كما الأشخاص العالقين في هذا العالم ، مجردة تمامآ من أي شيئ يجعلني مختلف ، وأن ينتهي بي العمر دون أثر يذكر ، أخشى أن أستمر بالهيئة نفسها بذات القلب والمنطق ، وأن تصبح حياتي أكثر رتابة ،الأمس كما اليوم ك غد ،.. أراقب الأشخاص الذين وصل بهم الحال إلى هذا السوء بذعر ، هل ستؤل بي اللحظات لأصبح نسخة عنهم أيضآ ، لماذا لا يتحركون خطوة واحدة نحو التغيير ؟! ألم يشعروا بذات السبات الذي يتسلل إلي في الأواني الأخيرة ؟! ، يبدو لي بأنهم اعتادوا ذلك ، أظن بأن سباتهم أفقدهم بهجة قهوة الصباح ، وجدارن بيوتهم الملونة أصبحت أمرآ طيبآ بالنسبة لهم ، ولكني لست سعيد بذلك ، فهذا السبات لا يروق لي على الإطلاق ، أشعر بأنني أفتقد شغفي تجاه العالم ، لم يعد النوم هو الهواية المفضلة لدي ولم يعد الوقوف في المطبخ لساعات طويلة لإحضار أصناف الطعام أمر ممتع بالنسبة لي ، كل ما أريده الآن هو الإنطلاق ، الإختلاف ، الأثر ..