كُنت صغيراً جداً أخشى على نفسي فقد لعبتي المفضلة أغضب كثيراً عندما يأتي موعد كرتوني المفضل و لا أستطيع أن احضره لأن والدي يريد سماع نشرة الأخبار ، كثيراً ما لعنت نشرة الأخبار ، كبرت ثم كبرت حتى تملكني فوبيا الفقد ، أخاف أن أفقِد أو أُفقَد ، على أية حال أن أُفقَد خير لِيْ من أن أفقِد .
صحيح البيئة بتلعب دور بس إنه هسا صار في وعي حول الأكلات و المشروبات السريعة " المعجنات ، الفلافل ، القهوة ... إلخ " يعني زمان لما كنت اطلع ع المدرسة نادراً ما كنت تلاقي مطعم فاتح تشتري منه ساندويتش تفطر فيه ، هسا لا صاروا المطاعم في كل مكان ، و كذلك المشروبات كنت زمان تموت لما تلاقي عربية تبيعك كاسة نسكافيه هسا بردو بكل مكان موجودين .
حتى الملاحظ عندكم في أهل غزة انكم ما بتاكلو معجنات أبدا ، يعني ما بتعملو مثلا فطيرة أرمينية وهيك شغلات اعتمادكم على الأكلات الأساسية متل ما حكيت ، احنا في الداخل العكس تماما اعتمادنا على هيك أشياء اكتر
أنا بناء على خبرتي وتذوقي لجميع أصناف الطعام ، أزكى شي أكنا احنا أهل الداخل والقدس ، ما بعرف شو قصتنا بس انو أكلنا زاكي يعني بنعرف نعمل اكل اهل غزة واهل الضفة ، بعدين اهل غزة خصوصا المفتول عندكم طيق مميز جدا بعتبرو بعدين الضفة تحديدا أهل الخليل
أكل أمِّي و اقطع ??? لا بجد ستِّي لما نزلت غزة كان ما في أزكى من أكلها فلما سألتها شو السر حكتلي اللي بده يتعلم الطبخ على أصوله يتربى في الأردن ، المفتول ما بيزبطه غير كبار السن و حالياً معظم القطاع بيعتمد على " الكسكس المغربي " بس إن بدك تدوقي مفتول على أصوله خلي ست من بيت داراس تعمله . هما أهل المفتول ،
ما بعرف ، لكن قبل حوالي عدة سنوات خلت زرت قطاع غزة ، أكلاتهم بتميل للطعام التقليدي متل الملوخية ، الفتة ، القدرة ، ولما طلبنا مكرونة وحكينا الهم انا مشتهيينها عملوها بس طعمها غريب ??? ولا وعملوها بلحمة مش دجاج ..!!!!!!!
ههههههههههههه ، آه معظم القطاع بيعملها بلحمة مفرومة و أمي بتعملها بدجاج أو لحمة مفرومة بتزبطها عالجهتين ، طبعاً أمي تربية قطرية أردنية لهيك عندها نفس بيشهي في الأكل ??? شكلك زايرة غزة يوم جمعة و سبت و أحد ? لأنه معروف الجمعة " فتة يا مقلوبة " السبت اللي بيزيد يوم الجمعة لو ما زاد شيء الجمعة بيكون ملوخية ? المعكرونة غداء يوم الاتنين يا التلات ??
لماذا تفاحة واحدة تُفسد الصندوق بأكمله !؟ لماذا لا تكون تفاحة واحدة تُصلحه !؟ لماذا يزرعون في عقولنا أنّ الصالح ركيك إلى هذا الحد ؟!
التفاحة لا تفسد الصندق طالما أنا قادر أشيلها من الصندوق و أرميها و كذاك تفاحة لا تُصلح الصندوق طالما أن باقي التفاح في أصله فاسد و لكن إذا أردت إسقاط هكذا مثال على بني البشر فإليك الآتي : صراع الحق و الباطل و الفاسد و الصالح قائم ما دمنا ننبض بالحياة و أصل الخلاف بينهما أن لكل منهما جمهوره و كل منهما يملك آراءً مقنعة لما هو مقتنع ، قد يحدث تغييراً طفيفاً و لكن لا يمكن لك أن تلغي طرفاً منهما .