في النهاية لن يساندك أحد ، تبحث من حولك ولا تجد من قال "أنا معك عطول" ربما قد وصلت إلى آخر الطول الذي كان سيبقى فيه معك ، ليجعلك وحيداً ، أتعلم ، أشعر بالخزي لأنك لم تعد بعد ، وأنك انتهزت غضبي ورجلت ! أشعر بالوحدة لأني أصبحت أمقت نقاش الصديقات وتخليهم عني عند أول منعطف ، أشعر بالوحدة لأني لا أجد من يشاركني البكاء!!يومنا هذا ! الثالث من أغسطس ، يومنا الذي ابتدئنا فيه معاً وتعاهدنا على البقاء ، يوم الإعتراف الأعظم والعشق الذي كنت أظنه سيدوم وسيكبر معي إلى أن تسقط جلّ أسناني ، يومنا الذي مضى عليه خمس سنوات / خ م س سنوات ، حين عددتها على أصابع يدي بكيت ، شهقت أعماقي ، تذكرتك حين كنت خائفاً مني ، خائفاً على نفسك لأني قد أهجرك وأمضي ! تذكرتك حين مددت يدك نحوي طالباً الوعد ، الوعد بأن أبقى معك وأن أكون لك ، وعدتكَ يومها ولم تبادلني الوعد !! معذورٌ أنت على هجرك ومقتولةٌ أنا بعدك صلبني قلبي وجلدني حنيني إليك ! أشتاقك يا وعدي يا وحيدي ، ولكني لن أغامر مع نفسي مرة أخرى لن أساوم عليك، لأني سئمت شعور الخسارة ! سئمتُ وجع الكرامة وقلة الحيلة وأظن أن بكاء الوحدة أهون عليّ من بكاء الهزيمة بسببك!!اعتاد جسدي على أن يكويه المرض في هذا اليوم ، وليس غريباً أن أتقيّأ صباحاً ، أن ترغمني أعضائي عن انتزاعك من دواخلي ، وأن أبكي وجعاً عليك ومنك ومن نفسي ! أن أموت يا حبيبي وأن يشقيني التعب بدونك ، لا تخف لم أشكي لصديقتي بعد ، فقد رحلت هي أيضاً وملّت من حكاياي السخيفة ، ألم تدرك بعد أني وحيدة !! لن يبقى معي سوى شهيق وزفيرٌ قويان ، يهوّنا عليّ تعاستي أتعلم ؟ هذه المرة بالذات أكتب لك لأني فقدت الأمل فيك وبكل من ادعَوْ أنهم أحبوني ، أكتب يئساً وانهياراً ومرضاً وشعوراً بموتٍ يضرب جذوره في صدري لا لأنك بعيد ، ولا لأنك عودتك أمرٌ محال بل لأني سأصبح على ذمة رجل آخر لا يشبهك .