"إنّ أفضل طريقة للتعافي والاتّساع هي أن نواجه آلامنا وجراحنا، لا أنّ نهرب منها، وأفضل طريقة للتخلّص من الهواجس والشكوك هي أن نعترف بوجودها لا أن نُقاومها، وأفضل طريقة للمُضي قدمًا هي أن نتقبّل ما تعرّضنا له دون محاولة لتحصيل اعتذار وجودي من الكون، ودون سعي طفولي نحو الآخرين كي يعترفوا بآلامنا، وبلا إلحاح صبياني كي يعاملنا الآخرين كأطفال بحاجة لتدليل ومحاباة.
إنّ جزء كبير من مشكلاتنا، يكمن في أنّنا لا نُحبّ أن نعترف بأنّ للواقع صفعات، وأنّ للدهر نوائبه، وأنّ القدر يأتي (بخيره وشرّه)، أمّا محاولاتنا الطفولية لتأسيس فردوس أرضي في هذا العالَم، حيث لا ابتلاء ولا مصيبة، لا تعدو بأن تكون محاولة كاذبة لإنكار بشريتنا.
وأحيانًا كلّ محاولاتنا لإنكار (الشرّ) في هذا العالَم، مُجرّد إبقاء قسري لذواتنا في حالة الطفولة، رغبة مُلحّة بعدم النضوج، ذوات تعيش حالة من الإنكار، إنكار ولادتها في عالَم منقوص (دُنيا) وتفضّل بدلًا من ذلك أن تتبنّى قصّة بديلة لحكاية وجودها، حيث هي المركز، وحيث الكون يُلبّي لها ما تتمنّى، ويحميها من كل ما تخشى. أمّا المؤمن فعجبًا لأمره، كلّه خير كما أخبر أبو القاسم عليه السلام: إن أصابته سرّاء شكَر فكان خَيرًا له، وإن أَصَابَتهُ ضرّاء صَبَر فكان خيرًا له!"
View more