لماذا لا نكتب في خانة الإنجازات كيف تركنا البيت القديم .. وكيف انتقلنا من مدرسة إلى أخرى .. كيف اكتشفنا الخدعة تلك .. كيف خبأنا مشكلتنا عن قلوب أمهاتنا وتحملنا المسؤولية وحدنا بهدوء .. كيف تصرفنا بأول يوم جامعة .. وكيف تصرفنا بشجاعة عندما أجبرتنا الظروف أن نسلك طريقاً لانحبه .. كيف حضنا حزن صديق .. وكيف قلنا أول كلمة عزاء .. وأول كلمة (مبارك) .. لماذا لا نضع في خانة الخبرات تحديداً كيف صبرنا على غياب الأحباب وموت الأقرباء وكيف سامحنا خذلان بعضهم .. لماذا لانضع فى خانة المهارات الصبر والسماح والثبات والقوة رغم الألم واليأس.. الشهادات والأوراق أقرب إلى الحائط من ذاتنا نضعها في برواز أنيق ..هذه المواقف وحدها التي صنعتنا. 💙
لا يسكن المرءُ في أرضٍ يهان بها
إلا من العجز أو من قلة الحِيَلِ ..
.
.مساحة ___~
"المُخجل في الأمر هو تقدّمك بالعُمر، وانت لم تقم بأي شيء يُذكر، ولا حتي السئ منه، تقف بالمنتصف، لا أنت من إحدي العصابات التي يهابها الناس بالحيّ، ولست مِن مَن يبيتون لربّهم سُجّدا، تُراقب الحياة من هاتفٍ خلويْ، تخسر علاقاتك، حزينٌ يومياً عِند منتصف الليل، ولا يهتمّ لأمرك أحد، تشارك بعض الأشياء عمداً لتقصد بها شخص معين، ولا يأبه لأمرك، تتمني مرور الأيام، وتنسي أنّها عُمرك. 💙
في رفقة عمر بتِجي فَجأة ! عَ غفلة الله بيبعتلك حَدا ، بيسوى كتير ناس عرفتُهم قَبله بزمانك .. بيعطيك قوّة ، راحة ، و ثقة .. بتحس معه أنك مع حالك ، ما بتفكر ، و لا بتحسُب شو بتقول .. بيخليك تنسَى أنه علاقتكم قصيرة زمنياً ، تتذكّر بس قدّيه هيي كبيرة ، كبيرة بقيمتا كتيْر ..💙
حدث معي فقتلني لسنوات! . . . . . . .قبل قُرابة سبع سنوات، بينما كنتُ أجول شوارع رام الله الباردة في مثل هذا الوقت من العام رفقة بعض الأصدقاء، أيامَ كُنّا نُسقِط لهفة شبابنا على المارة، نستطلع الوجوه ونقرأُ الهموم، نقابِلُ كُلَّ شيءٍ بالضحك والسُخرية، ندعي بأننا ضللنا الطريق فنسألُ فتاةً جميلةً لتدلّنا، نطلبُ من بائع الفلافل أن يُعد لنا وجبةً وسرعان ما نهرب، نستوقف أُناساً غُرباءَ ونجذبهم إلى أحضاننا وكأننا نعرفهم منذ سنوات، نعبُر الطريق ببطءٍ لنُغضب السائقين... كان يوماً مليئاً بالمراهقة واللاوعي، إلى أن استرعت انتباهي -ونحن في الطريق إلى الحافلة- طفلةٌ تجلسُ إلى جانب الشحاذة أُمها وقد اقتعدتا ورقةً سميكة على قارعةِ الطريق، صامتتان لا تطلبان العون ولا تمدانِ لأحدٍ يداً، لا أعلم إن كان البرد قد أخفى أطرافهما، لكنهما كانتا تشحذان بعينيهما، إنها المرة الوحيدةُ في حياتي التي رأيتُ فيها أحدهم يجوع من عينينه، ويصرخُ بكلِّ هذا الصمت...وضعتُ يدي في جيبي لم أكن أملك غير أُجرةِ عودتي إلى المنزل، إلى الدفء الذي لأجله تجلسانِ هنا... مررتُ عنهما خافضاً رأسي، مررت وقد مرّت ممحاةُ على عُمري فمسحت منه السعادة، لسنواتٍ طويلة ظللتُ أشعرُ بسكينٍ من الندم تحزُّ عنقَ قلبي... . . . . . اليوم...كُنت في رام الله وحيداً بلا صديق ولا خليل، كئيباً غير مُكترثٍ لشيءٍ من حولي، وقد أثقلت عاتقي بعض الظروف، ضللت الطريق فلم أسأل أحداً عنها، اشتريت من بائع الفلافل ودفعت له لكنني لم آكل، مررتُ عن بعض الأصدقاء وادعيت أنني لم أرَهُم... يومٌ حالكٌ السواد... هبط الليلُ فتوجهت إلى موقف السيارات، وأنا في الطريق أوقفتني شحاذةُ تُجلسُ طفلةً إلى جانبها وكأنها تعرفني منذ سنوات، انفتح أمامي مشهدٌ قديم، وضعت يدي في جيبي لم يكن فيها غير أُجرة السائق، فكرتُ للحظات، وسرعان ما أعطيتها النقود، لا عودة إلى المنزل اليوم... مررت عنها وهي تبتسم، ومرّت ممحاةٌ على عمري فمسحت عنه الحزن. أكتب هذا الآن في بردٍ قارس، ولا أدفأ من قلبي! #عبد_السوداني. 💙💙
"إلهي، أعلم أنّني في يومٍ ما، سأعيد العُمر الذي منحتني إياه، كما تُعاد السيارات المُستأجرة، سأركنه بهدوء وأسلمك المفاتيح، ثم ستتفحصه أنت جيداً، وستجد خدوشاً في كل مكان، وسترى أنّني كنت أقود طوال حياتي بدون مرايا جانبية وبدون مصابيح، وستكتشف أنّني لم أخفف سرعتي في المطبات، وقلبت عمري أكثر من مرّة راجياً الخلاص منه، افتعلت حوادث في كل مدينة مررت بها، وصدمت أعمدة الإنارة وبراميل القمامة، ستجد على مقاعد الرئتين أعقاب سجائر ومخلفات شتى، لكني لم أكن سائقاً سيئاً، ولم أقتل أحداً، رغم أنّهم كانوا يعبرون فجأة من أمامي. كنتُ فقط أحاول قتل نفسي، بينما الآخرين يفنون أعمارهم في قتل الآخرين دون حتى أن يشعروا." 🖤