هذا الوجود كئيب.. هذا البقاء والتكرار والأحلام والآمال يعشش البؤس في خلاياهم.. نُخلق بكثير من الأحلام والطموح والشغف.. يوما بعد يوم تنطفىء تلك الإرادة حتى تتحول أكبر أحلامنا إلى سراب بعيد المنال.. نمضي في أرجاء الأرض راقصين باحثين عن المتعة في جذور نبتة أو على ضفاف غيمة شربت من فم النهر جرعة.. حقوقنا باتت أحلامنا.. لم أعد أحلم أن أصبح طيارا أو طبيبا.. أصبحت أحلم ركوب الطائرة باحثا عن أمهر طبيب نفسي يستطيع مساعدتي في الحصول على أحلام جديدة.. لم أعد أحلم أن أصبح أباً صرت أتمنى أن أكون عقيما كي لا أقتل أحلام اطفالي كما قُتلتْ أطفال أحلامي.. أعظم أحلامنا أن يكون في حياتنا إنسان واحد لديه قوة الجبال في كتفيه لنلقي عليهما رأساً أتعبه الحضور الهش.. كل التصفيق والمديح والإعجاب لم يكن حلماً للراقصين على خشبة الحياة.. كان حلمهم بقاء تلك الخشبة المحرقة الآن.. صفقنا للجميع ونسينا أن نمجد دور تلك الخشبة.. وعندما تذكرناها وضعناها في المدفأة.. هكذا نحن أخشاب مهترئة في هذا الوجود الكئيب.. لا فضل لنا وما من حق لنا بأي أمنية.. أحضروا المسامير لعلني اصبحت خشبة تابوت عند حانوتي الحياة...