لمْ تأت! لم تكسر حاجز الفراق ! كُنت تنتظر الساعة لـ تصبح ١٢ صباحا لتُهنّئني بـ عامي الجديد، وتشاركني الأمنيات وكُنتُ دوماً أقتصرها على أمنيةٍ واحدة وهي أن تبقى معي في كل أعوامي ، لكّنك لم تكُن هنا اليوم؛ مكانُك خالٍ لم أستطع تقبّل غيابك.. فهلّا عُدت؟ ٢٤ أكتوبر ١:٥٠ صباحاً.
للأسف أنني كُنت أعيش في حياةٍ كُنت أظنها كاملة ومثاليّة جداً، لدرجة أنه إنتهى بي المطاف بالنّدم على أن جمّلت هذه الحياة لنفسي؛ وبعدم الرّضا على أخطائي الواضحة التي دامت طويلاً حتى أدركت ذلك.
إستأمنتُك على قلبي، وحياتي التي شاركتني بـ كلّ تفاصيلها ؛ وثقتُ بك وآمنت بـ حبّك بناءً على وعودك التي كُنت أظنّ بأنها نابعةٌ من قلبك ! فـ كيف تخذلني وتخونُ ! وتتركني في وحدةٍ وسكون ! وتجعلُهم بـ إنكساري وسقوطي يفرحون؛ يا أسفى على الأيام التي ضاعت والعُمر الذي شاركتُك به .
لا تُضحّي بـ شيء تحبّه لأجلِ أشخاصٍ لا يستحقون ! لا ترمي طموحك وأحلامُك لأجل شخصٍ لا يُبالي بأهمّيته بالنسبة لك فـ إن عشت في هذه الحياة فقط لتحقيق أهواءِ أشخاصٍ آخرين ؛ سـ ترى بأن حياتك ذهبت سُدىً و سـ تندم بأن لا شيء ممّا فعلت يعودُ لك أو ينفعُك حتى !
أُحاصر ذكراك وسط ذاكرةٍ مُفعمةٍ بالكثير من الأشياء الموجعة ؛ أحدُها أنت وحبّك الذي لا يزالُ لذيذٌ لدرجة أنه جعلني أتمسّك بـ ذكرياته وأحميها من التّبخر والنسيان .
ولم أتمنى يوماً حباً بقدر هذا الذي تُمطرني به ؛ كُنت سأرضى بالقليل مع غيابك المُتكرر هذا .. لكنني اعتدتُ وللأبدِ أُحبّك مهما طغت عيوبك وبيّنت لي مدى سوءك .
أحتاج في حياتي أناس جُدد، سئمتُ من القدامى ومن أطباعهم التي تجلبُ المتاعبّ ؛ حتى نفسي أُريد أن أغيّرها ، من لديه القوّة ليغيّرني جذرياً ويقتحم حياتي بطريقةٍ جميلة ؟ لا أحد سوى قلبٌ مغزاه الحب والعيش بسلام كـ قلبي أنا .
لطالما كُنت أنزعج من إنشغالك الذي لا ينتهي وأُبادر بالسّؤال عنك رُغم أنني أعلم حالك ! مُنهك ومُتعب وتبحث عن الرّاحة ولست بمزاجٍ للوم والعتاب وكأنني أصبحتُ عبئاً ؛ إذاً سلامُ على تلك الوعود التي لم يعد لها وجود .