تباهى باختياراتك، وأظهر رغباتك، وفاخر بما تحب، وكن مختلفا عنهم.. فما يناسبهم لا يناسبك، وما اعتادوا عليه لا يرتقي لذوقك، فاصنع مزاجك، وشكل طقوسك.. ولا تخجل من تفردك وتميزك.?
"بطريقةٍ ما ستدرك أن الطريق الذي اختاره الله لك، كان أفضل ألف مرة من الطريق الذي أردته لنفسك، وأن الباب الذي أُغلِق في وجهك ألف مرة، كان وراءه شرٌ محض، وأن اليد التي أفلتتك، لم تكن تناسبك منذ البداية، وأن البلاء الذي أنهكك لم يكن سوى رحمةٌ مُهداة، وأن انهيار الأسباب من حولك لم تكن بالقسوة التي ظننت، وإنما هي سنة الله في خلقه، وأن الأمر الذي جفاك النوم من أجله لم يكن يستحق كل هذا، وانك قلقت أكثر مما ينبغي، بطريقةٍ ما ستدرك أنك لست مالك أمرك، وأن أمرك إن ضاق واستضاق، له ربٌ هو أولى به، وأن الله رحيم، رحيم بالقدر الذي يُنجينا من شرور البشر، ومن أنفسنا حين لا نقوى عليها ."?
على المرء أن يتوقف أحيانًا عن الركض خلف الأشياء، يبتعد عن العلاقات المؤذية، ويتوقف قليلاً عن العطاء بلا مقابل، ينظر من بعيد على كل أصدقائه ويتابع من يفتقده ومن لم يلاحظ غيابه، كذلك يتابع من يمكنه الإستناد عليه ومن يملأ فراغا كبيرا في تفاصيل يومه دون فائدة، يحدد أولئك الذين يستهلكون مشاعره وطاقته وأولئك الذين يحتاجون دائمًا مجهودا للحفاظ عليهم، حتى أحلامه وأمنياته ينبغي عليه أن يختار ما يمكن تحقيقه والحصول عليه بأقل قدر من الألآم..على المرء أن يهدأ أحيانًا ويعيد حساباته إتجاه الحياة.. يتقبل حقيقة أنه معرض للهجر وللنسيان والتجاوز، أن بعض الأشخاص لا يناسبون حياته لا يتوافقون معه، يتقبل فكرة أن بعض الأحلام لا تستحق كل هذا العناء ويبحث عن أحلام جديدة تستحق الركض والمجازفة، وبعض الأمنيات لن تتحقق لأنها لم تناسبه من البداية..ذاك الهدوء الذي بعده يتحول لشخص أخر