البارحة كان يوم ميلادي. واحتفلت به وحيداً. اتعلمين: تهنئة عابرة تطرق بابي كانت لتكون دهشة ، الا انه وكالعادة مضى دون دهشة .. مضى مثل كتلة انتظار! وبقيت كما أنا عصيّاً على المفاجآت. لا ادري لم اخبرك هذا. ولكني فعلت.ادركت مؤخراً اننا نتشابه، كلانا تعب جداً من محاولة البحث عن صداقة مقدسة، صداقة تجبره على ان يعيش سعيداً دائما ، مللنا من كوننا وحيدين في طريق الحياة، تعبنا من عدم وجود رفيق نكون معه دائماً.. رفيق يتلو علينا اين نذهب وكيف ولماذا نعبر هذا الطريق عما سواه، اصبح كل الناس مجرد لحظات وتنتهي. لحظات مهما طالت تبقى لحظات منزوعة الراحة ومنزوعة اللذة. نختلف في انه لا زال في قلبك مشكاة نور تصرخ: "يوما ما ستعلقين هنا صديقاً جيداً!" في الغالب انا تجاوزت هذا الامر، ليس لدي مشكاة وتعبت من القبح الشديد الذي يتغلف علاقاتي. امتعاضي الدائم وازدرائي المستمر ليسا بالضرورة صحيحين اعرف هذا، ولكن الحياة حقيرة تسبب لي الاحراج دائماً وتربي فيّ اللامبالاة. انا حزين على نفسي يا صديقتي لأنني اصبحت لا استطيع دفع القدر المطلوب من الحب تجاه الاشياء الجيدة. ذلك الاقفال لم يكن هروبا، فالأشياء الجميلة مثلك قد لا يهرب منها غير مجنون. لكنني اعيش عزلة داخلية. عزلة تجعل روحي سوداء وتبدو مثل هوة عميقة مظلمة. هوة اتمدد فيها، اختبئ فيها، واتوارى في عتمتها كلما حاول احد ما تسليط النور نحوي! ومع ذلك حتى في ظُلمة كهذه ووقت سكون الأشياء من حولك، تلك اللحظة التي تسترخي فيها من أعماقك يكون الوقت المناسب ليستيقض شيء ما ، وغالباً ما يكون حقيراً.اصبحت ابدو مثل شراع مهمل، ومطوي على الأرض، امارس الحياة باللامبالاة المطلقة، وهي شكل من الحصافة لو تعلمين، لا خشية من شيء، ولا أمل في شيء، لا انتظارات ولا خيبات. إلّاكِ. لن اعلق على سرقتك اسمي، فهذا موضوع اخر، وحتى ذلك الوقت لا تملّي القراءة، ومشاهدة الأزهار، إنهما فِكاكك من كل ذلك التيه الذي يخنقك. اي حل اخر قد يجرح روحك القطنية. أخيراً اود ان اخبرك ايتها الرفيقة التي تعبر تفاصيلي هذا المساء انني أرى ذاكرتي من خلالك كالرمل، لن تحتفظ سوى بأثر عبورك من خلالها.
يسوءني منك فقط عدم مساندتك لأبناء وطنك في المشاكل التي يتحدثون عنها دائماً ويبحثون عن الإصلاح .
لم استعر من الإنترنت دواة وريشة كي أرضي الآخرين ، كما أن كلمة الإصلاح تسبب لي غثياناً لتعمقها السخيف في الكذب والزيف ، سأشرح لك الأمر ببساطة : أنا استعرت الدواة والقلم كي أنشر سوءاتي علّي أشعر بالراحة بعض الشيء .
تغيّرت كثيراً يا إبراهيم . حتى كلمات الحب أصبحت في كتاباتك شبه منعدمة ؟!
وماذا عساي أقول في الحب الذي يحمل امرأة ابتسامتها معجزة نبي ٍ لم يأت بعد ، أنا لست نبياً وليست لدي معجزات وهذا يرهقني جداً ، لا أقوى دفع كل تلك التضحيات ، وهذا الشيء الوحيد الذي لا يستطيع أحد فهمه .
أعتذر منك ، يمكنك السؤال عنها لاحقاً ، لازلت أنقل بعض النصوص القديمة للمكان الجديد ، هو متسخ بعض الشيء ولكنه على الأقل ليس متّسخاً أكثر من كتباتي , وهذا شيء مرضي ومريح بالنسبة لي . وقبل أن تدخلها لاحقاً أغمض عينيك فإن سوءاتها مكشوفة تماماً .
هذا العالم حقير جداً ، تصوّري بأنه لا تكفيكِ مقطوعةً كاملة من الموسيقى كي يتنازل عن تشبّثه بك ، إنه يوغل في الإمساك بنا ، لا لشيء ، فقط لإثبات حقارته المتأصّلة.
هي غيمة ناسكة تحمل معها كل أولئك الذين تملأهم الهزائم وتوقفوا عن الكبر منذ زمن وأصبحت خطواتهم متخثّرة ، هي لا تتسع للأشخاص ، هي تحمل برفقتها أرواحاً فقط . يمكنك الإلتحاق بها .
كلما تغلّبت على الحزن وجدت بأنه يضحك عليّ ، تماماً كتلك الأشجار الكثيفة التي تضحك على الحطاب فكلما قطع شجرة ضحكت أخواتها ، أن عمرك باقي بيننا مهما اجتزت منّا !
الحرية الحقيقية شيء ليس موجوداً ، كلنا عبيد للأنظمة والتشريعات مهما ادّعينا الحريّات ، سواء أنظمة وتشريعات خارجية ، أو أنظمة وتشريعات من باطن الجسد والعقل .
قد نلتقي بأحلامنا التي أقصاها المرابون في الأنظمة . الذي حولونا لأختام تصادق أقوالهم مهما كانت كاذبة ومغايرة للإنسانية والحقيقة التي غيّبوها عن نواظرنا بأسماء مستعارة كالدين والعيب .