أنتَ لم تغادرني قط، بقيتْ آثارك في خطوطٍ بيضاء، وجهٍ شاحب وهالات سوداء، حتى أنّي أرى قسوتك في عينيَّ أمي وهي تقول: ما الذي جعل منكِ نسخةٍ لا تشبهُكِ؟ أسرحُ بخيالي في سؤالها الموّجه لجمادٍ، وأقول داخلي:إنه مثلنا يا أمي، لهُ قلبٌ ويدان.
أنا لم أكن عاجزة يوما عن مد إصبع من ضوء لأشیر نحو عيوبكم وأخطائكم .. وكنت أملك صوتا عاليا ..لكنني صمت عن زلاتكم . وكنت أملك سجلا لكل وجع مؤرخا باليوم والساعة وعظمة الخذلان .. لكني لم أحاجج .. لم يكن ضعفا .. بل ترفقا .. والفرق عظيم .
عند هذه النقطة لم أتحمل أغلقت الحاسوب وأطفأت الأنوار وغفوت .. أنا تلك الفتاة التي تتعامل مع الحزن ب النوم مع أنه هناك معلومة علمية حقيقة تقول أن من المحتمل حدوث الوفاة عندما تذهب ل النوم وأنت حزين وأنا دائما أكون خائفة من هذا لكن ماذا أفعل النوم هو مهربي من أحزاني ..