صَباحُ الخير لأشجارِّ الجَاكرندا فِي صدرك المَاطِر فِي صوتُك ، للبنفسجِّ و الإرجوانِّ المُتلونِّ فِي عُروقِ مِعصمك ، لمذاقِّ غَضبِكَ ، لِرائِحة البُنِّ فِي عينيك ، للمسافةِ الباردة للأُفقِّ الطويّل فِي ظِلك ..
كطلوعِ الفجر وشروقِ الشمس كإكتظاظِ شَوارعِ جدة المأهول بالسُكان كالسككِ الواسِعة والأزقةِ الضيقة هكذا يأتيني وجهُك دائِماً مُتكرراً لكنهُ لا يفقد دهَشتهُ مع كُلِّ هذا التكرار يبقى ساخناً لذيذاً وشهياً ..
سيجّاره مُشتعلة وصوتُ كَاظم يصرُخ " دعي نظراتكِ الحمراء تَقتُلني ولا تكوني معي يأساً ولا أملاً و قاوميّني بما أوتيتِ من حيلِ إذا أتيتُكِ كالبُركانِ مشتعلاً " الحُب يخدعُ الحواس ، فأنا لا أسمعُ صوتهُ أنا أتذوّقه يُعدّل المزاج ، يجعلنِي أرغبُ بالمزيد ..
أنتَ مُستحيل الوصف يا عزيزي تُحرك شهّيتي للحياة للحبّ وللأمومة آه ، لو أحمل بين يديّ طفلًا له عينان تشبهان عينَيك وريثُك بالملامحِ والرجولة ، له نفس الصوت والهيأة والقوّة ..
رسمتُ خارطةً على سقفي وعلى جُدراني كتبتُ تفاصيل التفاصيل ، البنُّ يغفو على الطاولةِ البيضاء وعلى الكرسيِّ ، بعضٌ من فُتات الكعكِ والخبزِ اليابسِ و تختلط الروائحُ بين عطرٍ وبين دخانٍ يعلقُ في القميص ، ياليتني كنت قِماشاً أو زرًا بين الأزارير ..
ليّت لو كان بمقدوري أن أخُذك بعيدًا بعيدًا يانجمي نترُك كُلَّ شيء وراءنا أخذك وأجوب العالم معك لن نترك بقعةً ما إلّا وقبلّنا بعّضنا فيها ..
أُريدُ أنْ أحتفل معك أنْ يبقى هذا اليوم بالتحديد بنكهتُك برائحتُك أن أَثمل عِطرك أن يَرسخ يوم وطني المجيد بِقبلاتك فشهيتي مفتوحةً في فمُك وكلَ مَشاعري مُتجهةً نحوك إن كان للوطن عيد فأنتَ العيدُ والوطن ، الوطن الذي يخصنّي وحدي لا أحدَ يُشاركني فيه الهوية التي تُميزني عن غيري ..
وجهك العربيّ ، وحِنطةُ الخُبز صَوتُكَ النبوءةِ والإِلهام ، عيناك المهدُ والرسالة ، اليقينُ الثابت الإيمانُ الراسِخ ، العقيدة والحياة خطوط يديك الباردة مَهدُ الحضارات وباحةُ صدرك معبدي المُقدس ، أيها العربيّ الشرقي لا أحد يملك في هذا العالم خاصيّة وجهُك ، فمُك وقامتُك سحرٌ كل مافيك ..
يا قاتلة الأبصّار يا هادمة الأقّوال , فأنتِ الانفراد والعّذاب والصّراط والبَهَاء ..
أحتاج رجلاً نارياً , يجتاحُ برجُولته وحّدتي بلا خمرٍ يُسكرني يُشعلُ بآهاته ليلتي ..