أكثر الأماكن دفئاً أحياناً وجوه المسنين إنها تريد أن تخبرنا نحن الذين مازلنا نتسكع أولّ الطريق عن الكثير من خبايا الحياة ولكن صمت الوجوه يترك لنا تنوعا ثرياً للإعتبار,
تَجري الأيامُ سريعاً .. أسرعً مما ينبغي .. ! .. ظننتُ بأننا سنكون في عُمرنا هذا معاً .. ! .. وطفلنا الصغير يلعب بيننا .. !! .. لكني أجلس اليوم بجوارك , أندبُ أحلامي الحمقى ! ..غارقة في حُبي لك .. ولا قدرة لي على انتشال بقايا أحلامي من بين حُطامك .. ! .. أشعر وكأنك تخنقني بيدك القوية ياعزيز ! تخنقني وأنت تبكي حُباً .. ! .. لا أدري لماذا تتركني عالقة بين السماءِ والأرض ! .. لكني أدرك أنك تسكنُ أطرافي .. وبأنك ( عزيزُ ) كما كُنت .. أحببتك أكثر مما ينبغي , وأحببتني أقل مما أستحق .. ! ..
أنا أظن على المرء ألا يقرأ إلا تلك الكتب التي تعضّه وتخزه، إذا كان الذي نكتبه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتنا فلماذا نقرأ الكتاب إذًا ! كي يجعلنا سعداء كما كتبتَ ! يا إلهي، كنا سنصبح سعداء حتى لو لم تكن عندنا كتب، والكتب التي تجعلنا سعداء يمكن عند الحاجة أن نكتبها. إننا نحتاج إلى الكتب التي تنزل علينا كالبلية التي تؤلمنا، كموت من نحبه أكثر مما نحب أنفسنا، التي تجعلنا نشعر وكأننا قد طردنا إلى الغابات بعيدًا عن الناس، مثل الإنتحار. على الكتاب أن يكون كالفأس التي تهشم البحر المتجمد في داخلنا. هذا ما أظن,,
نأتي من هاوية مظلمة و ننتهي إلى مثيلتها . أما المسافة المضيئة بين الهاويتين فنسميها الحياة . لحظة أن نولد تبدأ رحلة العودة . الانطلاق والعودة في آن . كل لحظة نموت لهذا جاهر كثيرون إن هدف الحياة هو الموت . ما أن نولد حتى تبدأ محاولاتنا في أن نخلق ونبتكر , أن نجعل للمادة حياة . كل لحظة نولد . لهذا جاهر كثيرون إن هدف الحياة الدنيا هو الخلود . في الأجسام الحية الفانية يتصارع هذان التياران : الصاعد , نحو التركيب , نحو الحياة , نحو الخلود . الهابط , نحو التحلل , نحو المادة , نحو الموت . هذان التياران ينبعان من أغوار الجوهر البدائي . الحياة تفاجئ في البدء , وتبدو وكأنها خارجة على القانون , كأنها طبيعة مضادة , كأنها رد فعل على الينابيع المظلمة الخالدة . لكننا نشعر في أعماقنا أن الحياة هي الأخرى فوضى وفوران لا نهائي للكون , وإلا فمن أين تأتي تلك القوة التي فوق طاقة البشر ؟ تلك القوة التي تقذف بنا من الغيب إلى الميلاد ثم تشد أزر كفاحنا نباتات وحيوانات وبشراً . هذان التياران كلاهما مقدس . واجبنا أذن أن ندرك الرؤيا التي تستطيع أن تستوعب هذين الاندفاعيين الهائلين الفوضويين واللانهائيين , وتجانسهما , وأن نضبط بهذه الرؤيا فكرنا وسلوكنا