ذات يوم،، بينما كانت ضحكاتنا مع أبي و أمي تتعالى، طرق الباب بشدة، خرجت مسرعة.. من هناك؟ ؟! أنا ابن عمتك افتحي الباب،، تفضل ، ودخلت إلى غرفتي.. كان أبي جالسا ع طرف السرير يستقبل من يزوره بعد مرض قد أنهك جسده... تجاذبا أطراف الحديث حتى حانت صلاة المغرب، ودعنا ابن عمتي وخرج ، خرجت انا و أختي إلى المطبخ نتعارك من يأكل الكعك أولا!!.. هم أبي للوقوف ذاهبا ليتؤضا ، وبلمح البصر سقط ع الأرض ، والدماء لطخت الأرض... لم تسعفه صرخات أمي "المعاقه" التى لم تستطع أن تحرك ساكنا ، ولا دمعاتها المصدومة... هرعنا إليهم، رأيت يدا أمي الممتدة تحاول أن تصل إليه،، صرخات أخواتي شتت تفكيري،، ما من رجل ف البيت!! هل من يد تساعدنا!! اسرعت أختي إلى بيت الجيران لطلب المساعدة وإذ بابن عمتي يركب سيارته ويبتعد وهي تلوح بيديها... توقف،، أنا في البيت.. لم أرى أمامي سوى قطعة قماش لففتها على رأسه لاوقف النزيف... حتى وصل ابن عمتي واخذناه إلى مستشفى يبعد عننا مسافة 5 دقائق... في السيارة،، أنا أمسك برأسه،، اتحسس نبضه،، لا نبض! صرخت باختي التي تمتهن التمريض منذ خمس سنوات،، أبدأي بانعاش القلب والرئتين... أرى يداها ترتجف ،، صرخت بوجهها مرة أخرى،، اضغطي بقوة ، وإلا امسكي برأسه بدلا مني ودعيني أقوم بانعاش القلب... تنظر إلي و عينيها تذرف الدموع،، فات الأوان، ألا ترين لسانه التوى جانبا، والزبد يخرج من فمه... الا ترين أنه فارق الحياة! استسلمت لكلامها،، وثقت بخبراتها ولم أقم بانعاشه... وصلنا إلى المستشفى،، اجتمع الأطباء في غرفة الإنعاش،،، وأنا أصلي أمام الغرفه... اخرجوه إلى غرفه العناية المشددة ،، ممدا على السرير، ، الأجهزة الطبية،، وصوت جهاز تخطيط القلب الذي يجلب الشؤم... عاش أسبوعا... في كل يوم. . أستاذن من أستاذتي لاذهب لزيارته ... وفي كل يوم كنت أمسك بيدية وأقول له " انت بخير، وستعود قريبا" ... ويوما ما هممت بأن أمسك يديه، وإذ بإحدى الممرضات تبعدني لانتهاء وقت الزيارة. .فقلت لنفسي سوف آتي غدا لازوره... جاء الغد.. وأنا بالجامعة، نادت علي إحدى المعلمات، فاطمة تعالي إلى غرفه الإدارة... ذهبت إلى هناك، رأيت أختي ،، نظرت في عينيها لمحت دمعة،، ابتسمت وقلت لها : رحل!!! أليس كذلك؟ اجهشت اختي بالبكاء.. ابتسمت، وقلت لها: كيف يرحل وقد وعدته أن أمسك يديه اليوم!! لم رحل دون أن أودعه؟! لم أكن أبكي،،، أول دمعه سقطت مني، عندما رأيت جثته، ، مكفننا،، تودعه امي. .. كنت أقول لنفسي، ، لو قمت بانعاش القلب والرئتين لما حدث هذا،،، كان ينبض،، لو لم أسمع لكلامها، لكان بخير. . ليتني استطعت ان أنقذه.. ليتني فعلتها..