لا تُضع فرصة إنقاذ قلب وإحياء قُرب..، لا تنتظر أن تقول لمن تُحبّ أنَّكَ تُحبّه، ، لا تَدَع أخاك دون ومضة اهتمام، ولا صديقًا دون نبضِ صادق، ولا شيخًا دون قبلة يدٍ رقيقة، إنّا أناسٌ تُغيّرُنا الدّقيقة و تؤثر فينا تفاصيل الأمور، لا تدع فراغًا دون امتلاء، ولا سجدةً دون تذوّق، ولا وقت سحر دون استنشاق حمد.! نعم.. ستندم يومًا على رؤية كتمتها، وبذرةٍ أجّلت غرسها، ونصيحةٍ ابتلعت نُطقها، وهمسةٍ أخفضتَ صوتها، وكلمةِ حقٍ بعتها، ورسالةِ تحفيزٍ حذفتها، ووصيةِ إخاءٍ نسيتها، تتحرّك بقدر ما تتحرّق، وإن أطفأت جمرَ الحُب فيكَ ما مضيت، إنّ القبور مليئةٌ بأحلام الخائفين، والدّروب قاحلة دونَ أنفاس الحالمين والحياة تُبدّل جلدها بإبداع المجانين، يا ذا النّفس الزّكية الرّضية ضع يدك على كلّ جرحٍ فيكَ كاد أن يقتلك، ستفهم أنّها نتاج دقائقَ ماضية حرمتها فرصتها وألجمت صوتها وأبدَلت وقتها. يا قلب إخيك.. لا تترك فرصةَ تحريك مكامن النّفوس، لا تُضِع لمعة عينٍ صادقة، ورجفة قلبٍ حارقة، ولمسةَ يدٍ فارقة، إنّ الدقائق لا ترحمك، إن رحلوا عنك رَحَلت، وإنّ غرست بهم حَصَدت، وإن دُفنوا فما رأيتَ لمعةَ عينٍ ولا لَمَست.أما تعبت من تفقّد رسائل الراحلين..؟! وقراءة كلمات التائقين؟! إنّ المشتاق يسير على خطى المحبوب بحُبّ، يتتبّع آثار النابضين ورقائق المحبين، وحقائق الراسخين، ومسارات العارفين، فيسير الهُوينا كطفلٍ يحبو تارةً أخرى. يا قلب أخيك، اليوم أنت هنا وغدًا قد لا تكون، كلّ الراحلين لم يعلموا موعد الأنفاس الأخيرة، كلّ الحاصدين علموا أنّ الحياة دقائقٌ وأنفاس، فكل حركةٍ غرس وكل دقيقةٍ درس، وكلّ أنفاسك لله فلا تقف.. يا قلب أخيك وميثاقي الوليد.. يا أملًا أراه ولا أكاد ألتفت عنه، لا تملّ يومًا من كثرة الزّرع ولكن خَفْ دومًا أن يكون بغير تربته.! إنّي أُحبّك أخًا. #رسائل_لم_تصل