July 29, 2020

انتصف العمر..!

أتممت اليوم عامي الثلاثين
ولا أعرف كيف مرّت الحياة
بهذه السرعة ليصبح عمري ثلاثين..

30 سنة مرّوا بحلوها ومرّها..
وأنا سعيد وراضي بكل لحظة فيها..
فلولا كل موقف لما كنت أنا الآن..

مررت بتحولات كثيرة..
تغيّرت قناعاتي
وأفكاري مع مراحل السنوات..
وما المشكلة ؟ التغيير سنّة..
والعمر سرعان ما يلفظ التماثيل البشرية.

*تعلّمت أن أتقبل هزائمي
برأس مرفوع لا بحزن طفل،
ومع كل وداعٍ كنت أتعلم..

*تعلّمت الارتجال مع الأقدار والسكون
استفزتني الأيام
حتى استسلمت لها وخرجت من نفسي..
وأنا الذي كان يخط عسير الأيام ويسيرها بالقلم والمسطرة..

*تعلمت أن الخسارة ليست بعدد الأشياء
التي تسقط منا في زحمة السنوات..
قد نفقد أشياء كثيرة..
لكننا نربح بخسارتها أنفسنا،
وليس هناك ما يساوي الظفر بالذات..

*تعلمت مع صدمات الأيام
مرونة التكيّف وارتجال الحياة
وكيف لهذا القلب أن يتمدد ويتقلّص
لوداع راحل واستقبال قادم..
فالرحلة طويلة والخسائر صعبة الحصر..

*تعلّمت أن الجمال يحمل الظل،
وأن الحياة حياة الأثر..
وأن العمر يحسب بلحظات الحب
ونبض القلب حين يضطرب..

*تعلّمت أن الحلم بالشيئ أجمل منه...
وأن الأحلام تفقد أهميتها كأحلام بمجرّد التحقق،
فمتعة الطريق تفوق متعة الوصول..

*تعلّمت أنه لا أسوأ من الشتات وفوضى القلب..
أن الأمان في النفس قبل الأمان في الوطن.
وأنه من الحماقة أن أمدّ يدي تجاه من تركوها،
فلا أسوأ من التشبث بِيَد تريد أن تفلت مني..

*تعلمت أن الإنسان بلا قضية يعيش لها
إنسان ميّت لا روح فيه ولا حياة،
وأن السعادة في أن لا أنتظر..

*تعلمت فعلا أن دوام الحال من المُحال
وأن كل مرحلة أو شعور بحلوه ومرّه لن يستمر..
وهذا مما يجعل الإنسان يتزن في الفرح والحزن..
*تعلّمت أن ابتعد وأنسى من آذاني ولا أكرهه ..
فأصل بالكراهية الى نوع من الاهتمام..
والعمر أقصر من أن يستهلكه الإنسان
في كراهية تأكل تفكيره وجهده ووقته..

*تعلمت أن كبر الصحبه بريق زائف
فيها تسليه كبيره لكنها فخ كبير،
تظن أنك تملك الرفاق
لكنها بعد فوات الأوان تملكك،
وتصبح حياتك سجينة آراء الناس وكلامهم..

*تعلّمت أن الصداقة أعظم العلاقات..
تفرز مواقف الحياة معانيها..
كتف يخذلك وكتف آخر تستند عليه..
كلمة تمسح على قلبك وأخرى تعيدك وحيدًا...