نحن مخلوقات من تعب.. يأكلنا الفراق على مراحل و ينهشنا الصمت على مهل و يقضمنا الندم كذلك ولا مفر نحن كائنات لا تقوى على المعارك ولكنها تسير إلى ساحات الحب خالية الوفاض وبلا سلاح
وكان همه كدر الحب ؛ لا صفو الحب..! وكان غرضه حزن الغد لا سرور اليوم وكان شاغله عد الاسى لا احصاء الحبور وكان بغيته تقصي اللوعة لا انتظار البهجة وكان قصده عزم الوجد لا جَنْي الود وكان طلبه سعي الفراق لا دَأَب البقاء وكان رجاؤه سراب الوجوه لا صواب القلوب
في الشعر لا يوجد شيءٌ اسمه استراحة المحارب ولا يوجد إجازاتٌ صيفية ولا إجازاتٌ مرضية ولا إجازاتٌ إدارية فإما أن تكون متورطاً حتى آخر نقطةٍ من دمك وإما أن تخرج من اللعبة
الذين يغيبون عمدا لا يعودون وفي جلبابهم المعذرة لا يقطعون الدرب من أجل وخزة ندم لا يدركون قيمة الحب ولو بعد حين لا يتنازلون عن حقهم في التعنت لا يثقلون كاهلهم بأكياس الاسف ولا يرابطون على الابواب المواربة تحسبا للمغفرة
لو لم يكن الحب؛ لما سقطنا في مأزق المراقبة، أو رابطنا على الشبابيك والأبواب! لو لم يكن الحب! لما تهيبنا اول الغروب واول العتمة واول الليل واول الوحشة! لو لم يكن الحب.. لما همنا الوقت ولا اقلقنا الصمت، ولا راعينا الغياب، ولا اخافتنا الظلال
بدافع الوقت لا الحب والليل والسهر، بدافع الكلام حين يتسرب من اوردتي على شاكلة المطر بدافع أنتي حيث توجد، حيث تحتفي، حيث تحيا دون الاكتراث بـ قلب من وأين وكيف على الجانب الآخر، بدافع الملامة لا العتب و لا عليك فـ أنا من يستأثر بالحصص