تتلاشي ثنايا روحيَّ ولكن ببطئ، ببطئٍ للغايةِ، الكثيرُ من الندوبِ القديمةِ تحيطُ بقلبيَّ، الآلآم تتزايدُ يومًا بعدَ يومٍ، فقد أصبحت مرهقةً لروحيَّ بشكلٍ لا يُحتملْ، أحاولُ الصمودَ، الوقوفَ مجددًا لكنني هرمتُ كل ما يحدثُ تعدي طاقةَ تحمليَّ، لم أعد أتحملُ المزيدَ من الأوجاع والندوبِ، ف بالكادِ أُجمعُ شتات قلبيَّ، أحاولُ معالجتهُ من هنا وهناكِ لكنني تعبتُ يأستُ أصبحتُ فاقدةَ للأملِ، لا أتحملُ معاملةَ أولئك البشرِ فهم مرهقونَ للروحِ بشكلٍ مفرطٍ، يستغلون الندوبَ لزيادتها ليسَ لتخفِيفها، لا أستطيعُ الصمود أمام كلِ هذا حقًا، وأيضًا لا أستطيعُ التوقفَ عن محاولةِ شفاءِ ذاكَ القلبِ الذي تحطمَ مرارًا بداخليَ، فقد تمزق من كُلِ جانبٍ، لا أستطيعُ التوقفَ عن محاولاتي للحاقِ بهذا العالمِ هذا العالمِ المخيف الملئِ بالوحوشِ الضاريةِ، ف العالمُ لن يفعلَ سوىٰ تخطِ وجوديَّ كواحدٍ من أفراده، أعلمُ أنني أعتزلُ كل شئٍ يومًا بعده يومٍ فقدتُ شغفيَّ للحياةِ فقد تمزقتُ ولازلتُ أتمزقُ، لكنني سأظل صامدةَ ولن أكفَ عن محاولاتي للحاقِ بكم أيها الحمقيَ، فلا يغرنكمُ تلك الجروحِ فأنا لها دواءً يُعالجها مهما تزايدت، تلكَ المشاعرِ الهوجاءِ المتناقضة بداخلي، لم أعد أتفهمُها لم أعد اتفهمُ ذاتيَّ ولا من حولي، لكنني واثقةَ أنني سأجدُ من يتفهمُني ويتقبلُ أسوأ ما بداخليَّ كأنهُ جنان واسعة، سأجدُ من يجعلُني مضيئةً رغمَ انطفائيَّ وعتمتي، سأجدُ من يميزُني عن الجميعِ حتي ولو كنتُ أسوأهم، سأجدُ سمائي ونجومها المنيرةِ، واثقةٌ تمامًا بأن القدر سيهبني بعد صبريٌّ ما أتمني ومهما طالَ الإنتظارُ، ف يا نهاراتِ ومساءاتِ الأيامِ دليني ولا تكسري لي خاطرً فلا أطيقُ الخسائرَ مجددًا، ويا أيُّها القدر هيئ لي ما أتمنيَ قريبًا، إبعث بداخليَّ الطاقةَ والأملَ، إملأ طريقيَّ بأرحبِ الصدورِ والكثيرِ من الاشعارِ والأنغامِ المشعةِ بالأمل.
أتمنى منك يا عزيزي أن لا تعود، فرحيلك علمني أنَّ أنتظارَ الغائب أمرٍ مُتعب، فالشخصُ المُفضلُ لدينا إذا رحَل بإرادته لا يعود، لقد علَّمتْني الأيامُ أنْ أحطمَ ذٰلك العقلُ اللَّعين إنْ حاول التفكيرُ بالأشخاصِ الخائنين وها أنا حطمت ذكرياتك وحبُّك أيضا