ألا أخبركَ لماذا هُنت؟ لأنك لوهلة شعرت أنه لن يحدُث أبدًا فخاب فيهم حُسن ظنك، لأنك دائمًا كُنتَ مُتاحًا، تسأل عن الغائبين، وتُنقذ الغرقى، وتدُل الحيارى، وتشغلك التفاصيل ولا تفوتكَ فائتة، وتدلو بدلو حُبك بكُل صدقٍ في بئر العابرين. هُنتَ لأنك طيب للحد المرفوض، تتغاضى عن الجرح، وتتنازل عن الحق، وتمُد يدك لمَن أفلتوك. هُنتَ لأنك دائمًا غارقًا فيهم وهُم بنجاة غيرك منشغلون. هُنت لأنك كثيرًا ما تُفارقهم وتلتفت، ومَن التفتَ بعد فراقٍ يرخَص ويهون. ألا أخبركَ بشيءٍ يجعلك عزيزًا ما حييت؟! ودَّع مَن لا يكترث لخدش نعليك، وفارق مَن لا يُحبك مثل نفسهِ أو أكثر، وحرِّم على روحك مَن لا يقبل عيوبك، ويشتري خاطرك، ويشتهي قُربك ويضعك في مُقدمة أولوياته ولو عادلَ في مكسبك خسارة العالمين، ثُم بكُل ما أوتيتَ مِن عزة نفسٍ وكرامة "إياكَ أن تلتفِت". :))🖤#أحمد_عبداللطيف