لا تتخبّين بأمان المُعتاد لأنك خوافة من الندم، ترى الندم هو الرفيق اللي لابد تتعوّدين على زياراته، هو رفيق درب.. صوته تعوّدي على ازعاجه، لكن لا تتخبّين مايليق بك.
راح الزمان اللي أعيش فيه التأنيب بسهولة، حاليًا صوت التبرير لنفسي صار عالي، وصوت الطبطبة عليّ صار أقوى، كل شيء عادي عندي إلا إني أغرق بمستنقع -لوم الذات- على أمور كانت من حقي.
أول ماتجرب إنك تهون، راح تهون عندك كل القوانين.. وتصير ماتشوف إلا سعادتك و خاطرك فقط، ضارب بالكل عرض الحائط، مستعد لكل شيء، ولكل مصاعب الدنيا، نفسك فقط، هي فقط.
ترجع لقراءة كلامك القديم، من فترة ماهي بالكثيرة وتتعجب! تتعجب جدًا مين هذا اللي كان يكتب؟ وش التفاؤل العظيم اللي كنت فيه؟ وش كان مصدره؟ كيف كانت الأيام ذيك؟ ليه مو قادر أتذكر شيء؟ ليه أحس إني الآن إنسان جديد، مولود توّه.. مايعرف لنفسه ماضي، ولا قادر يعيش الحاضر، ولا به أمل بالقادم.
ما راح أكون إخت و ابنة بدون أخطاء مهما سعيت، ولا راح أكون صديقة بلا أخطاء مهما سعيت، ماراح أقدر أحمي نفسي من الزلات والتصرفات المشبعة بالحماقة، محد من كل اللي أعرفهم بدون أخطاء، ليه لا جت عليّ أبغاني عكس الناس؟
أحس إني وصلت أقصى مراحل التضحية إذا قمت من عز برودة الصالة وحركت السيارة ورحت أجيب خواتي من دوامهم، ومجرد ما أتذكر أخوي اللي يصحّونه من نومه الصباح عشان يوديهم وأنا نايمه، أتواضع جدًا.
طبيعي جدًا يتكلم لكم الشخص اللي -استجد- له شيء بحياته عن هالشيء بكثرة، تزوج بيتكلم عن زواجه بكثرة، بدأ يحب.. أو توظف كذلك، مستجد بالجامعة كذلك نفس الأمر، قاعد يبني بيت، توه بدأ السواقة.. إلى آخره، ليه تتضايق كأنه قاعد يزعجك؟ تراها فترة فقط، كل إنسان يطير بحديثه عن اللي يهمه حاليًا، بس بعدين خلاص يتزن.
يعجبوني الأطفال اللي بسن السبع ثمان سنين كذا و عليهم تصرفات فيها أدب و احترام واضحة، اليوم بالبقالة بأحاسب وقدامي طفل بهالعمر بغيت أسرقه معاي من لطافة شكله بالثوب، من شافني وراه واقفه انتظر فورًا وخّر عشان أحاسب، و أخذ اليسار ينتظر، رغم إنه تصرف صغير بس كذا حسسّني بشعور جيد.
طاقة اليوم بايخه حيل، و فيه مشاعر ثقل عجيبة من اللاشيء، تحس حالك معصب بس من وش ماتدري! صارت فيه أشياء تغث ببداية الصباح بس ماعمرها سيطرت بهالشكل، يا الله بس ودّي أشلع قلبي و أكب اللي فيه لما يرجع نظيف.
ونستني ونستني إجابة لي كتبتها هنا قبل سنة ببداية سنة ١٤٤٣، كنت كاتبه فيها إن يارب ما تخلص السنة إلا و تغيرت حياتي وتحسنت و صارت لي أشياء حلوة و و.. الجميل إن اللي تمنيته صار❤️❤️❤️.