صباحكِ يحاذي نافذة مطلة على الشارع في ريف غائم تستطيع أن تعد خطوات المارين بعجل أو مهل، أو مثل صبية تريد حرق الطريق معتقدة أن يقظة الصباح لها وحدها، أو عجوزين في خريف العمر يقطعان الطريق بثرثرة لا تنقطع عن أيام خوال يتذكران بعضها ويكررانه ثم يتخاصمان فجأة، ويمضيان في مشيهما، متقاودين بأيد مرتجفة !..
صباح في بيت خشبي مغطى سقفه بالثلج، ومحاطة جوانبه بالثلج، ترى فيه المدفأة التي "يطقطق" حطبها، فتنسى منظر البياض البارد والطاغي على المكان، لاتتخيل إلا طُهر البياض، ولايبقى في العينين إلا ظل أناس يتوشحون به، وفطور في ذاك المكان، الذي ستقبض عليه الذاكرة طويلا وسيزورك حين تشتاق للشتاء!.