وقال الفتى.. ~
و قال الفتى : مالك تبدو شاحب اللون .. نحيل البدن .. ذابل العينين ؟
كأنك تنتظر أن تنطبق السماء على أرضها .. وأن تزول الحياة بمن فيها ..
بل لعلك تتمنى هذا ولا تنتظر ..!
يومها أطرقت ولم أجب بشيء!
نظر إليّ قليلاً .. ثم قال:
اعلم أن السماء تبغض هذه الهيئة .. وأن القمر يُكسف لهذا المنظر
وأن الطيور اذا رأتك .. تهامست بفزع: كأنها رائحة الموت .. لا تمروا من هنا ! ثم أتبع كلامه: إنك لا تملك من أمر الله شيئاً .. والسماء لا تنتظر إشارات يأسك .. لتنطبق لأجلك وأنت نفسك .. لا تملك من نفسك شيئاً .. ولو ظننت! أنت قلب .. وروح القلب إيمان .. والإيمان هو اختزال الحياة بكلمة الإيمان بالله فقط .. وما يتبع هذا الإيمان .. إيمانك بنفسك .. إيمانك بالحب .. إيمانك بالخير ووجوده .. إيمانك بأن شمساً ما تنتظر متململةً خلف الأفق .. تريد أن تطلع مع كل فجرٍ جديد.. ماذا يبقَ منك لو فقدت إيمانك ؟ ستغدو جماداً .. لا روح فيك ولا حياة! أتريد دليلاً لتؤمن ؟ لن تؤمن بشيءٍ إذاً ! أتريد أن ترى السعادة وتلمسها حتى تقرّ بوجودها .. لا تبحث عنها إذاً .. فلن تجد شيئاً.. لا دليل على أن الشمس ستشرق اليوم .. .. فالظلام حالكٌ شديد السواد .. ولكنها كذلك تفعل في كل يوم .. وستفعل اليوم أيضاً .. هذا هو الإيمان..